..وَالأَنجَحُ اِستِثمَارُ العُقُولِ
أين نحن من استثمار العقول؟ هل نجحنا.. أم مازلنا نجتهد.. وننادي بهذا الشأن المهم؟
أسئلة كثيرة ومتنوعة.. قاسمها المشترك أننا لا نزال نتطلع ألّا يكون استثمارنا بالكوادر البشرية وما تكتنز بطيئاً و-ربما- خجولاً !
أجمل ما يقال هنا : إن أفضل استثمار هو استثمار العقول، وهو الاستثمار الأنجح، ودول عدة تسابقت تجاهه، ونجحت في خيارها، واحتلت مراتب متقدمة بصيرورة نتائج أعمالها ومستويات حضارتها.
الذي يبعث فعلاً على الفخر بوطننا الغالي شبابه المبدع، شبابه المناضل، كوادر لديها من المهارة والحماسة ما يفتح آفاقاً متنوعة، ولا أحد ينكر أو يتجاهل حجم قدرات المبدعين ، وتلك القفزة المذهلة التي تحصل بين فترة وأخرى، وبمجالات عدة، فنجاحات وحضور الشباب السوري على ساحات العالم ما هي إلّا دليل جليٌّ وواضح بعلم ومعرفة وإبداع الشباب..
نعود للسؤال المهم: هل أدركنا عمق هذا الخيار وهيأنا كل ما يلزم..؟ الإجابة لا تحتاج الكثير من الوقت، الإيمان والتوجه موجودان، لكن التطبيق وقصور رؤى بعض الإدارات وتخوّفها من تفتق العقول يحول ويعرقل الهمم ويحبط الخطط ، المبدعون لا يولدون فجأة ، بل هناك جهود عظيمة وجبارة، وساعات من الجد والكدح، هناك جهات داعمة ومحفزة، مجتمعة على هدف واحد، تدعم وتفعل وتهيئ الأرضيات، وربما تكون شركات ديدنها تحويل تلك المواهب إلى طاقات إبداع، ليكونوا مخترعين ومبتكرين ورواد علمٍ، هم من سيكونون أدوات التغيير نحو الأفضل، صحيح هناك احتضان واهتمام، لكنه ليس كافياً، وربما الإدارات عرقلت وتعرقل .. المأمول أن يصبح مثل هؤلاء هم القدوة الحقيقية، بدلاً من أولئك المشاهير الذين ربما لا يقدمون شيئاً ذا نفع، إلّا تعبئة جيوبهم!
هناك من يحاول عدم إبراز مثل هؤلاء الذين آمنوا بأنفسهم وقدراتهم، ولم يعيروا أي اهتمام لأقوال المتشائمين، هم بحاجة إلى تشجيع كما الوطن بحاجة لإبداعاتهم..
الموهوبون.. هم المشاهير والنجوم، الذين يستحقون كل رعاية وأجواء مريحة، لا بدّ أن تتسابق كل الجهات العامة والخاصة لدعم أفكارهم لتحويلها إلى منتج ينافس الشركات الكبرى في كل المجالات.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيكون لدينا يوماً ما صناع مستقبل وموهوبون كبار، أمثال الخوارزمي وجابر بن حيان وابن الهيثم وابن سينا وغيرهم.. أم إن القائمة أقفلت..؟
رجال المستقبل من شبابنا المبدع الموهوب هم الأداة الأساسية والفعّالة، هم من يحتاجهم وطنهم قبل مواطنيهم، هم بحاجة لإبراز وتجهيز ما يحتاجونه من مقومات لعلَّ بذلك يكون نتاج قدراتهم كبيراً وغنياً..!
لا تعيروا بالاً للمشاهير وأصحاب الكروش الذين لا أحد يعرف كيف نالوا الشرف، ربما عن طريق الفساد وما أكثر طرائقه، المهم أن ندرك ونميّز المال الحقيقي من المزيّف والملمّع، وصاحب الموهبة هو من يحتاجه محيطه أكثر .