السويداء- طلال الكفيري :
في ظل التحليق المتسارع بأسعار الأدوية الزراعية في السوق المحلية، بات الكثير من مزارعي الأشجار المثمرة في المحافظة يفكرون جدياً بتوديع “كار” الزراعة والفلاحة، نتيجة عجزهم المادي عن تأمين مستلزمات الإنتاج لهذه الأشجار.
عدد من المزارعين “نصر أبو عاصي – كمال كيوان – فواز فرحات” أشاروا لـ” تشرين” إلى أن أهم ما يؤرق مزارعي الأشجار المثمرة خاصة التفاح، هو الارتفاع غير المسبوق بتكاليف الإنتاج، فالمواسم الزراعية وفي ظل هذا الواقع لم يعد لطعمها أي مذاق، كيف لا وقد وصل سعر الكيلو الواحد من كبريت الذواب إلى ١٩٠٠٠ ليرة، علماً أن سعره الموسم الماضي كان لا بتجاوز / ٩/ آلاف ليرة، كما وصل سعر الليتر الواحد من مبيد ألفا سايبر إلى ٥٨٥٠٠ ليرة، أما ” ظرف” مانع التغذية فقد ارتفع من ٤٠٠٠ ليرة الموسم الماضي إلى ٨٨٠٠ ليرة هذا الموسم، طبعاً هذا «الظرف» يكفي لبرميلٍ واحد فقط، كما قفز سعر «ظرف الزينيت» من ٣٠٠٠ ليرة سعره العام الماضي إلى ٦٥٠٠ ليرة حالياً وهو يكفي لبرميل واحد، ووصل سعر الليتر الواحد من مبيد «دمكتين» إلى ١٩ ألف ليرة.
وأكد المزارعون ضرورة ضبط إيقاع أسعار هذه الأدوية التي ما زالت خارج نطاق الرقابة, ما أبقى التجار المتحكم الوحيد بهذه الأسعار التي أرهقت ميزانية الفلاحين.
وأضاف المزارعون: إن تكاليف الإنتاج لا تقتصر على الأدوية الزراعية، فما زاد من المعاناة هو وصول أجرة ساعة الفلاحة حول أشجار التفاح على الجرار الزراعي إلى ٥٠ ألف ليرة، وأجرة ساعة الفلاحة على العزاقة بلغت ٢٠ ألف ليرة، إضافة لذلك أجرة ” المِرش” اللازم لرش الأشجار تصل إلى ١٠٠ ألف ليرة، وذلك بمعدل ١٠ آلاف ليرة للبرميل الواحد، هذا ناهيك بأجور التقليم التي وصلت ساعتها هي الأخرى إلى ٤ آلاف ليرة.
أما مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد فقال: إن مراقبة أسعار الأدوية في السوق هي من مهام «حماية المستهلك», ودورنا يقتصر على صلاحية الأدوية وتهريبها فقط، وإذا وردتنا شكوى بهذا الخصوص نتابعها.
وبالعودة إلى دائرة حماية المستهلك تبين حسب ما قال رئيس الدائرة جهاد طربيه أنه لم يتم تنظيم أي ضبط حتى تاريخه فيما يخص الأدوية الزراعية، كما لم تردنا أي شكوى من المزارعين بهذا الخصوص.