مشروع للزراعات المائية لتأمين الفواكه والخضار الورقية في السويداء

فكرة لامعة تتبعها دراسة جدوى اقتصادية لمراحل التنفيذ، هي أولى الخطوات للنهوض بأي مشروع جديد، مراحل عدة جعلت من مخطط وجيه أبو حسون موجوداً على أرض الواقع، باستثمار فضلات الأسماك ضمن الأحواض كنوع من السماد السائل، ومن ثم تدعيمه بأدوات العمل ابتداءً بالأرض وانتهاءً بالبيوت البلاستيكية.

تشاركية العمل
يقوم المشروع على المنفعة المتبادلة بين الأسماك والنبات من خلال تغذية كل منهما الآخر، كما كان للتعاون بين أفراد العائلة الدور الأكبر في نجاح العمل، من خلال قيام مادلين أبو حسون، وهي طالبة اقتصاد ، بدراسة الفائدة المرجوة من مشروع والدها، وتقديم دراسة رقمية دقيقة للتكلفة في كل المراحل، رغم تفاوت أسعار المواد بين يوم وآخر، الذي بدوره أثَّر في سرعة الإنجاز، كما امتد العمل لعدة جهات مشاركة من مهندسين زراعيين ومشرفين أمثال السيدة سامية عزام التي بدورها شجعت على العمل والمُضي قدماً به، إضافة لرفد المشروع بمبلغ مالي يُقدَّر بحوالي 3 ملايين ليرة من سعيد أبو حسون وما يعادله أيضاً من إحدى المنظمات، إلى جانب التمويل الذاتي من أصحاب المشروع، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 12 مليون ليرة.

ظروف مناخية
وبعد سنتين ونصف السنة من المثابرة والتطوير، تم استثمار واستصلاح منطقة صخرية بمساحة 80 متراً تقريباً بالقرب من المنزل لسهولة متابعتها والوصول إليها، ومن ثم تجهيزها بحوض سمك يتسع لألفي سمكة تقريباً، ومن بعدها تجهيز البناء والأعمدة والبواري البلاستيكية التي تعد بمنزلة بيت محمي، ومن ثم زراعة أنواع عديدة من النباتات أثبتت نجاحها مثل (النعنع، الفريز، البقدونس) وأنواع أخرى، إلا أن التعرض لموجات الحر والبرد الشديدين وتقلبات الطقس حدَّ من مسألة التنويع بالزراعات، والاكتفاء بأنواع قادرة على تحمل الحرارة والبرودة بآنٍ واحد، والاستغناء عن فكرة تزويد المشروع بمكيفات أو طاقة بديلة لتكلفتها الباهظة.
وكغيره من المشروعات حديثة العهد، تعرض المشروع للكثير من الصعوبات التي اختصرت الكميات المُنتَجة، ما استدعى التوجه لأصناف جديدة مثل “الزعتر” مع إمكانية تحوُّل المشروع فيما بعد لزراعة نباتات طبية ذات قيمة وفائدة مثل “الزعفران”.

اكتفاء ذاتي
وبالنظر للفائدة المنتظرة من مثل هذه المشروعات التي حققت الكثير من التنوع والغنى لأصحابها، من خلال تأمين مختلف أنواع الخضار اليومية من (الخس والبقدونس والنعنع والجرجير) فقد
بلغ إنتاج سنة ونصف السنة ما يقارب ربع الكمية من السمك والخضار، نظراً لإجراء الكثير من التعديلات على آلية العمل خلال السنة الأولى من رفع السقف وتركيب شبكة تضليل، ما جعل الكميات فقط للاكتفاء الذاتي، كما يتم إرسال الفائض من الإنتاج إلى السوق، وهو ما يُعد قيمة مضافة للمشروع ولأصحابه، ما دفع العديد من الجهات للاطلاع على واقع العمل أمثال المهندس علاء الزاقوت الذي بات من المتابعين بشكل دائم لآلية العمل القائمة على الاستغناء عن المبيدات الصناعية والحصول على خضار صحية بامتياز.
كما شجَّع المهندس علاء الجميع على العمل بمثل هذه الأفكار وتطبيقها ولو بمساحة ضيقة، لتحقيق الاكتفاء الأسري من الخضار والفواكه، واصفاً هذه الخطوة بالجريئة والناجحة رغم الصعاب، آملاً إضافة أفكار جديدة للعمل.

مشروعات ناجحة
لمثل هذه المشروعات أهمية بالغة من خلال تزويدها المدن بكميات كافية ونوعية جيدة من المنتجات الزراعية،
حسب توصيف الدكتورة علا النداف اختصاصية فيزيولوجيا نبات وزراعة أنسجة وعضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق التي أثنت على قيمة العمل بهذه الزراعة، واستغلال المساحات المتاحة بين الأبنية بشكل أمثل يناسب طبيعة المنطقة، شارحةً ما يميز هذا النوع عن غيره من الزراعات التقليدية باختصار الوقت، وزيادة كفاءة استخدام المياه، وضمان جودة المنتج من حيث الكم والنوع، إضافةً لإمكانية زراعة أنواع عديدة من المحاصيل الخضرية ونباتات الزينة على مدار العام.
من جهتها أكدت السيدة سامية عزام إحدى الداعمات والمساهمات بالمشروع أن مثل هذه الأفكار تتطلب دعماً واهتماماً أكثر، لدورها في توفير فرص عمل للشباب من جهة، وتنمية أفكارهم الإبداعية من جهة أخرى، كما يعد المشروع تطبيقا عمليا لما تتم دراسته في مجال الهندسة الزراعية حسب تأكيدات المهندسين، ممن زاروا المشروع واطلعوا على آلية العمل به، والذين أكدوا ضرورة إجراء دورات زراعة مائية في المحافظة، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من الأهالي، كما دعت سامية عزام للاهتمام بميدان الزراعة وتطويره بدلاً من البحث هنا وهناك عن بدائل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة