غلاء أسعار الألبسة والأحذية تحرم الأطفال والكبار من ملابس العيد
على الرغم من توفر الألبسة والأحذية في أسواق طرطوس وبانياس إلا أن الطلب على هاتين السلعتين ما زال دون مستوياته.
وفي جولة لـ “تشرين” على أسواق طرطوس وبانياس التقينا بعض المواطنين الذين أكدوا ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بشكلٍ ملحوظ، إذ تراوح سعر بنطال الجينز للكبار بين الـ 45 و 50 ألف ليرة، والكنزة الرجالي بين 30 و40 ألفاً، وكذلك القميص والحذاء، وتجاوز سعر الطقم النسائي الـ 130 ألفاً، أما أسعار ملابس الأطفال فحدث ولا حرج.
وأكدت السيدة رهف عيسى أن هناك مبالغة بأسعار ملابس الأطفال، ومعظم المحال التي تعرض الملابس المميزة ترفع أسعارها من دون استثناء، وهذا اضطرها لشراء ملابس لطفلها الذي يبلغ السنتين بـ 40 ألف ليرة، بينما كانت تتوقع ألا يتجاوز ثمنها الـ 25 ألفاً، متهمةً التجار برفع الأسعار بصورة متعمدة، لتحقيق أكبر هوامش من الربح.
وأكدت السيدة فاتن حسن أنها بحثت لساعتين عن فستان لابنتها بسعر مناسب ولكنها وجدت أن الأسعار متقاربة في جميع المحلات، وقالت: “كله غالٍ” الفستان لطفلة لا يتعدى عمرها الـ 9 سنوات يتراوح بين الـ 30 و 40 ألفاً.
ويقول السيد عدنان يوسف إنه اصطدم بحائط الغلاء حين ذهب برفقة زوجته وأبنائه الأربعة لشراء ملابس العيد من سوق المقبي عند الكراج القديم في طرطوس، إذ فاقت الأسعار حساباته وتوقعاته لأكثر من ضعف المبلغ الذي بحوزته، ويضيف :إن “ثمن فستان ابنته التي لم يتجاوز عمرها أربعة أعوام بلغ 30 ألف ليرة، بالإضافة إلى 25 ألف ليرة ثمن الحذاء والإكسسورات، ما أجبره على تأجيل الشراء إلى وقت لاحق.
وأكد إبراهيم سلوم موظف أنه فوجئ بارتفاع كبير في أسعار الأحذية والملابس في مدينة بانياس، حيث تراوح سعر الطقم المكون من قميص وبنطال وحذاء ما بين الـ 100 إلى 130 ألفاً ، لافتاً إلى أن هناك من لا يشتري ملابس له ولأولاده إلا في الأعياد فقط، ما يجعل التجار يستغلون ذلك برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وترى خواطر خليل موظفة أن الأسواق في فترة ما قبل العيد تشهد غلاء مبالغاً به يصل إلى حوالي 100% لبعض السلع، لأن أغلب السلع لا تشترى بصورة كبيرة إلا في هذه الفترة، ما يجعل أصحاب المحلات يرفعون الأسعار مع غياب الرقابة التموينية، لافتة إلى تفاوت كبير في الأسعار بين أسواق طرطوس وبانياس وجبلة وخاصة أن بعض البضائع تتشابه إلى حد كبير من حيث نوع القماش والموديل.
وقالت السيدة منال حيدر وهي أم لطفلين، إن ارتفاع الأسعار يكاد يكون عاماً وشاملاً لجميع السلع، وخاصة ألبسة وأحذية الأطفال، مشيرة إلى أن سعر الطقم الولادي 3 قطع لابنها ذي العشر سنوات تجاوز الـ 45 ألفاً والحذاء بـ 20 ألف ليرة، وأضافت: أنا غير موظفة وراتب زوجي لا يتجاوز الـ 110 آلاف، وهذا لا يكفينا لنهاية الشهر وخاصة إذا اشتريت لكل طفل من أطفالي طقماً وحذاءً في العيد.
وأكدت هناء أحمد موظفة أنها لجأت إلى اقتراض المال لشراء ملابس لها ولبناتها وهي مضطرة لذلك لأن لديها مناسبة عائلية خاصة، وقالت: تفاجأت بالأسعار الكاوية وهذا ما دفعني لشراء الملابس لبناتي فقط.
ويتساءل أحمد يونس، متقاعد، كيف يستطيع مواطن لا يتجاوز راتبه التقاعدي الـ 75 ألفاً أن يعيش في ظل هذا الغلاء؟ وكيف يمكن لرب أسرة عدد أفرادها خمسة أشخاص أن يلبي احتياجاتهم، مناشداً الجهات المعنية بتخفيض الأسعار لتحسين حياة المواطنين.
أما السيد علي خضور صاحب محل لبيع الألبسة الرجالية، فيقول: إن الأسعار تتناسب مع جودة الملابس التي تعرضها محلات الألبسة والأحذية، ولكن الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها المواطنون تجعلهم يشعرون بارتفاعها.
وأكدت رشا سعيد صاحبة محل أن السوق يشهد حركة خفيفة من المتسوّقين ومعظمهم يسألون عن الأسعار ولا يشترون حتى الآن، على الرغم من توفر جميع أنواع الألبسة لمختلف الأذواق.
ويضيف عاطف عاقل، صاحب محل أحذية:إن الأسعار ارتفعت بنسبة 100% وهذا أثر في نسبة البيع، فالمواطن أصبح يشتري قطعة واحدة أو لا يشتري شيئاً .
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس بالتكليف بشار شدود أكد أنه تم تشديد الرقابة على الأسواق وخاصة أسواق الألبسة والأحذية خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان ولاسيما من ناحية وجود الفواتير والإعلان عن الأسعار، لافتاً إلى أن المديرية جاهزة لتلقي أي شكوى ومعالجتها مباشرة على الرقم ١١٩ .