جرائم لا تتقادم !
قبل مئة وسبعة أعوام ارتكب العثمانيون أجداد رئيس النظام التركي الحالي رجب أردوغان أفظع إبادة جماعية في القرن العشرين بحق الشعب الأرمني ذهب ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن، أخذت هذه الإبادة أشكالاً من القتل الجماعي الممنهج سبقه كل أنواع التعذيب والتنكيل والتعليق على أعواد المشانق لعدة أيام واختفت عائلات أرمنية بكاملها قامت بهذه الفظائع أيدٍ آثمة تحركها عقلية إجرامية حاقدة لا مثيل لها.
تتجدد الذكرى كل عام وهي أشد وقعاً على النفوس وأكثر إيلاماً ووجعاً على القلوب ولاسيما أن النظام القائم في تركيا لا يزال يجسد العقلية العثمانية ذاتها في التعامل مع أرمينيا وبقية دول الجوار، فهو يقوم بالعدوان العسكري المباشر على العراق وسورية ويعتمد رعاية الإر*ها*ب والتنظيمات الإره*ابي*ة سياسة له وجلب الإر*هابي*ين من كل الأصقاع لتدمير الدولة السورية ومؤسساتها، وبات ينفذ مشروعاً إر*هاب*ياً تخريبياً على مستوى المنطقة وجرائمه لا تعد ولا تحصى .
حوصر النظام التركي من معظم دول العالم باعترافها بجرائم الإبادة الجماعية التي قامت بها الدولة العثمانية ضد الشعب الأرمني ولم يستطع نظام أردوغان أن يثني هذه الدول عن الاعتراف رغم الأساليب والضغوط التي مارسها حتى حليفته الولايات المتحدة الامريكية أقرّت بهذه الإبادة ولم تأبه لاعتراضات أنقرة وباتت تحيي هذه الذكرى سنوياً، وبدت صورة النظام التركي أمام العالم شبيهة بأسلافه العثمانيين القتلة .
لقد كانت سورية ومازالت إلى جانب الشعب الأرمني وفتحت ذراعيها منذ البداية للمهاجرين والفارين من الاضطهاد والقتل العثماني واستقبلهم الشعب السوري أحسن استقبال وتقاسم معهم لقمة العيش وعلى مدى السنوات الطويلة اندمج المهاجرون الأرمن مع إخوتهم السوريين وحققوا نجاحات باهرة على الصعد المهنية والتجارية، وانعكست العلاقات الطيبة على صعيد العلاقات بين البلدين حيث ترتبط أرمينيا مع سورية بأوثق العلاقات بما فيها العلاقات العائلية المتميزة .
كلما حسب النظام التركي أن مرور السنوات على هذه الإبادة البشرية المجرمة يمكن أن يبعدها عن ذاكرة الشعب الأرمني يفاجأ بأن جذوتها مازالت حية متجددة، فهذه الجرائم لا يمكن أن تتقادم وهي محفورة بذاكرة الأجيال الأرمنية المتعاقبة مهما حاولت الأنظمة التركية تجاهلها أو طمسها .
tu.saqr@gmail.com