عيد دير الزور .. العين بصيرة واليد قصيرة !

بدأ أهالي دير الزور استعداداتهم لعيد الفطر منذ أيام وسط ظروف معيشية صعبة ألقت بثقلها على تأمين متطلباته التي تبدأ بالألبسة التي ستكون من نصيب الأطفال ، مروراً بالفتية ، ويغيب عنها حتماً ما يخص الكبار ، فالأولوية للصغار وسط أوضاع ضاغطة كهذه ، لاسيما لدى ضعيفي ومتوسطي الحال ، مُضافاً لذلك شراء حلويات العيد في الأيام القادمة .

ألبسته بالعلالي
أفرغ موسم شهر رمضان جيوب الديريين على قلة ذات اليد لدى أغلبيتهم  ، ليأتي العيد فيُثقل كاهلها أكثر بمتطلباته  ، فسعر البنطال للصغار حسب سنهم يبدأ بعشرة آلاف ليرة للرضع ، ليصل إلى 20 ألفاً و35 ألفاً للأكبر عمراً ،  والأمر كذلك لسعر كنزة خفيفة أو قميص إن اقتصرت كسوة العيد على ذلك ، كذلك أحذية الرياضة لا تختلف أسعارها عن ذلك ، أو ” الكنادر ” .
يقول حازم العلاوي  ل” تشرين ”  إنّ تكُلفة كسوة أبنائه الثلاثة مابين ألبسة وأحذية وصلت إلى 600 ألف ليرة سوريّة ، ولولا أنّ  مساعدات لشرائها تصله من أقارب له لما استطاع إليها سبيلا ، فعمله الخاص لا يوفر له تلك الاستطاعة .
فيما يتساءل علي حمّادي عمن لا يملك مورداً مالياً كيف يتدبر حاله قائلا: ” أعمل كاسباً على باب الله ، أمام هكذا غلاء اضطررت للشراء من البسطات والمحال المتواضعة ، نوعيات الألبسة والأحذية فيها ذات جودة مقبولة ، وفي الغالب ليست من النوعيات ذات العمر الزمني الطويل ، غير أنّ ذلك بدا مُرهقاً ، فما باليد
حيلة .
أنس عاشور أكد أن وضع الأسر الأقل عدداً أهون بكثير من العوائل الأكبر ، العيد هذا العام على أبواب الصيف لذا كان الشراء للباس العيد مع الصيفي ، ووصلت المبالغ التي جهزت أولادي بها لكليهما مع الأحذية إلى 700 ألف ليرة .
وأضاف : ” تختلف الأسعار بين المحال حسبَ مكانها، ففي سوق شارع ” سينما فؤاد ” حيث المحال أفخم تبدو مُرتفعة جداً ، فيما هي تتنوع في سوق ” شارع
الوادي ” إذ تكون مقصد أغلب العوائل ، لاسيما أن بسطات الباعة تكثر فيه ، بالمجمل واقع الحال غلاء تنوء عن حمله جيوب العوائل ” .

الحلويات .. كذلك
أسعار الحلويات واكبت مثيلاتها لجهة الغلاء الرمضاني، وهي كذلك مع العيد لا بد من أن توجد في أيامه ، فزيارات التهنئة بالعيد السعيد تتكثف بين الأقارب والأصدقاء هنا ، والمناسية تفرض وجودها كضيافة . ” الكليجة ” التي تشتهر بها محافظة دير الزور هي رأس حلوياته ، ويبدو من دونها حتماً بلا نكهة ،  سعر الكيلو  الواحد منها وصل  إلى 9 آلاف ليرة ، فيما ” البيتفور” سعر صنف منه 12 ألف ليرة ، وآخر 13 ألفاً ، والأمر لا يختلف بالنسبة لإضافة أي تشكيلات أخرى منها كما تُشير السيدة شيماء العبوش في حديثها ل” تشرين ” : ” سواء أكانت تلك الأصناف أو سواها ، فالأسعار مرتفعة ، هناك من يلجأ لصنع بعضها في المنزل إن توافرت الكهرباء أو عبر فرن الغاز إنْ أمكن، وقد  يضم البعض تشكيلة من الشوكولا والملبس ، أيضاً الفواكه من تفاح وبرتقال وغيرهما ، طبعاً الأمر هنا حسب استطاعة الشخص، علماً أن سعر كيلو التفاح بلغ 2500 ليرة ، وأقل حسب النوعية ، والبرتقال 1500 ، أما المشروبات فكما جرت العادة يتم اللجوء للجاهز منها كبودرة ( ظرف ) ، في العموم العيد ضيفٌ ثقيل ، لكنه واجب الاستقبال
مهما ضاقت الحال  ”

حوالات العيد
لا إحصاء رسميا لمديات اعتماد العوائل بدير الزور على الحوالات التي تصلهم من أقارب أو أهالٍ خارج القطر ، غير أنّ المُلاحظ أنّ نسبة عالية من أبناء المحافظة يعتمدون عليها في تدبر أمور معيشتهم أمام موجة الغلاء التي طالت مختلف جوانب الحياة ، ومع قرب
قدوم العيد ستلمس الاكتظاظ أمام شركات الصرافة المُرخصة من قبل أبناء دير الزور ممن لديهم مغتربون خارج القطر ، أو ممن لديهم أولاد يعملون في دول كثيرة أو أقارب يتفقدونهم بهدف المساعدة .
ومن هنا نرى أنّ الحوالات هي أحد أهم المصادر التي يعتمد عليها الأهالي لتمويل إنفاقهم في العيد وفي شهر رمضان ، بل على مدار السنة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة