اليمن …تجاوز خلافات الماضي والعمل برؤية وطنية
بدأ مجلس القيادة الرئاسي في اليمن مهامه رسمياً بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب وسط حالة تفاؤل ملحوظة في الأوساط الشعبية بإمكانية حدوث تغيير إيجابي، ولاسيما أن “ثمة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي تعلق عليهم آمال عريضة لانتشال البلد من بوتقة الوضع المأساوي”.
المجلس الذي باشر عمله من مدينة عدن جنوب اليمن يدرك أعضاؤه أنهم أمام تحديات جسام نظراً لما ورثه من حالة حرب وانقسام سياسي عصف بالبلاد وورث المجلس الرئاسي من الحكومات والإدارات السابقة وضعاً شديد التعقيد وأزمات مستفحلة، على رأسها الأزمة الاقتصادية التي ألقت بتبعاتها على حياة الملايين بسبب غياب منظومة المعالجات طوال الفترة الماضية، إذ سيكون المجلس الرئاسي معنياً بحلحلة هذه الأزمات وخلق واقع ملائم يُلبي الآمال والتطلعات الشعبية، ويقضي على هذه التحديات التي أعاقت حياة الملايين.
ليست هينةً التحدياتُ القائمة أمام مسؤولي مجلس القيادة الرئاسي، الذين ألقيت إلى أيديهم حبال المسؤولية من خلال تفويض رئاسي في الـ7 من نيسان الجاري منح المجلس كافة صلاحيات رئيس الجمهورية لتجاوز الخلافات ومعالجة الاختلالات في مؤسسات الدولة، في وقتٍ تبدو فيه المشاكل كثيرة ومُعقدة.
قيادي بارز في المجلس الرئاسي يقر بصعوبة الوضع في هذه المرحلة الحرجة إن ” المرحلة حساسة حالياً، وأبلغ الحكومة التي مُنحت مؤخراً الثقة من مجلس النواب بمضاعفة الجهود لتنفيذ إصلاحات ملموسة للمواطن الذي “طحنته الحرب والأزمات المتلاحقة وإن هدف مجلس القيادة الرئاسي تلبية تطلعات كل أبناء الشعب اليمني”، كما دعا إلى تجاوز خلافات الماضي والعمل برؤية وطنية واحدة للتخفيف من أعباء الحياة المُلقاة على كواهل المواطنين.
وأكد القيادي في تصريح صحفي أن المجلس الرئاسي سيتخذ حزمة من التدابير لمعالجة الوضع الاقتصادي؛ مُتعهداً بمعالجة انهيار العملة وتوفير الخدمات وإعادة إعمار مدينة عدن. وشدد في لقاء جمعه بمحافظ البنك المركزي اليمني محمد المعبقي على أهمية تحصيل الإيرادات المركزية وإيداعها في الحسابات المخصصة لها في البنك المركزي، وتقنين الإنفاق، واعتماد وتنمية فرص الاستثمار، والعمل على معالجة الاختلالات التي أدّت إلى الانهيار المُتسارع في سعر الصرف.
وبدأت مؤشرات التعافي الاقتصادي تظهر من لحظة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مع استعادة الريال اليمني أنفاسه مجدداً واستقراره في مستوى مقبول عند نحو 800 ريال للدولار الأمريكي بعد أن كان الدولار قد لامس حاجز الـ1500 ريال قبل الإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.