لقطات مسرحية

1
يلاحظ أن ثمة تغيّراً في جمهور المسرح في حمص خلال بعض العروض، فالتصفيق والترحيب بكل ممثل أو ممثلة تظهر على خشبة المسرح، ليس من عادة جمهور المسرح في هذه المدينة، لكنه تكرر خلال عرضين في احتفالية اليوم العالمي للمسرح، أحدهما كان من إنتاج دائرة المسرح القومي، بعنوان “نور العيون” للمخرج نزار خضور، وهو تجربته الإخراجية الأولى بفريق تمثيل قدم أيضاً تجربته الأدائية الأولى. وكان فريقه من جيل الشباب، ربما أغلبهم من طلاب الجامعة. وقد تماثل تصرف الجمهور لدى عرض مسرحية ” ذكاء way in ” لفرقة المسرح العمالي بالتعاون مع معهد الثقافة الشعبية، ومن إخراج سامر إبراهيم أبو ليلى. لعل هذا التغيير يكون آنياً فينبّه المخرجان “خضور، وأبو ليلى” أعضاء فرقهم، أن التصفيق كما في كل المسارح فقط في آخر العرض أو عقب تقديم مشهد ما، يستحق ذلك، و بدورهم يوجهون أصدقاءهم بضرورة الالتزام بهذا التوجيه والابتعاد عن التصفير أيضاً.
2
غالباً ما تكون نقاشات المسرحيين بين بعضهم حول عرض ما، مجرد استعراض نظري وثقافي، ورغم ذلك فهي مفيدة، لكنها لن تقنع أي مخرج بأسلوب آخر يناسب ما يرغب في تقديمه من أعمال، ولا ندري لماذا لا نتنبّه إلى أن تعدد الأساليب والخيارات ليس مثلبةً، بل على العكس، ففي التنوع غنىً إبداعيٌ يفترض تواجده في كل الأنواع الإبداعية وليس في المسرح فقط، فما يثير تفكير واهتمام مخرج مسرحي ما، قد لا يثير مخرجاً آخر، سواء من الناحية الفكرية أو الفنية، ألّا يميل مخرج للأعمال الكوميدية ليس سُبّةً، حتى وإن رأى معظم المخرجين فيها أنها أفضل نوع لتقديم أي حوامل فكرية، لكن الأهم، تقديم عرض مسرحي تتوافر فيه عناصر الفرجة والمتعة بشقيها الفكري والفني.
3
على الرغم من أن كل عرض مسرحي في حمص يتيح لنا كجمهور، التعرف إلى ممثلين وممثلات جدد، وبعضهم بالاستمرار والتدريب ستتألق أدواته الأدائية، إلاّ أن بعض غير المتابعين لحركة المسرح، يُنكر أن مهرجان حمص المسرحي واحتفالية اليوم العالمي للمسرح، قد قدما بعد جهد ربع قرن، عناصر احترافية.! وهي صورة مناقضة لواقع الحال، إذ يشهد المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق دراسةَ العشرات من طلاب حمص فيه، الذين شاركوا بعد تخرجهم فيه بحركة الدراما (تلفزيونياً ومسرحياً وسينمائياً وإذاعياً)، و منهم من يدرِّس بالمعهد ذاته، ما يؤكد جهل هؤلاء غير المتابعين!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار