ملامح موسم
مع مرور الحلقات الخمس الأولى من موسم مسلسلات الدراما لهذه السنة، يُمكن للمُتابع أن يتلمس ملامح هذا الموسم، والتي نُلخّصها بالآتي: غلبة مسلسلات البيئة الدمشقية حتى تكاد تُشكّل أكثر من نصف نتاج هذه الدراما، ونصف هذه المسلسلات هي تتمة أجزاء سابقة منها: باب الحارة، بروكار، والكندوش.. وإذا ما علمنا أن من بين ثمانية مسلسلات، مسلسل واحد فقط يُشير إلى الاحتلال التركي الذي جثم على صدر العالمين العربي والإسلامي ما يزيد على الأربعة قرون، هذه الخلفية العثمانية كانت لمسلسل حارة القبة، إخراج رشا شربتجي، فيما الاحتلال في البقية، هو الاستعمار الفرنسي دائماً الذي لم يتجاوز احتلاله ربع قرن..
الملمح الآخر؛ تلك الأعمال التي حاولت أن تُشكّل مُعادلاً إبداعياً عن الحرب على سورية، والواقع السوري خلال عقد الحرب، وأبرزها مسلسلان في هذا المجال هما: مع وقف التنفيذ إخراج سيف الدين سبيعي، وكسر عظم، إخراج رشا شربتجي، ويمكن عدّ هذين المسلسلين إضافة لمسلسل على قيد الحب؛ من المسلسلات الناجية في موسم دراما هذه السنة، غير أنّ المحنة، أو أبرز محنها؛ تجلت في الأداء المتماثل لذات الممثل الذي يقوم بالأدوار في أكثر من مسلسل، وهو الأمر الذي أحدث تشويشاً للمتلقي في زحمة العروض دفعةً واحدة.. وهذه المحنة تتجلى أكثر في مسلسلات البيئة الدمشقية، وهنا يمكن أن نخلط بين حلقات مسلسل وآخر حيث الزمان واحد، والحكايا واحدة، والحارة نفسها، وحتى الاستعمار الفرنسي عينه..
ثمة محنة أخرى، وهي أسوأ محنة إخراجية، تلك التي تجسدت في المشاهد الليلية التي نفذت بأسوأ الحلول الإخراجية التي أدت إلى هذا العماء الذي ضيّع ماذا يجري من أحداث و حتى ملامح الشخصيات..
ملمحٌ آخر في هذه الدراما؛ هو غياب الدور الهام الذي يجعل من شخصية كاركتر لافتاً، ومن ثمّ غاب الممثل الذي حقق البصمة اللافتة كما كان يحدث في كلِّ موسمٍ سابق، ربما باستثناء عودة الفنان أسامة الروماني بعد غياب طويل الذي يُشارك بمسلسلين لكن بملامح جديدة لدرجة التشكيك، وذلك للتغيير الكبير الذي فعلته عوادي الزمن في وجه الرجل..
هامش:
في آخرِ المسافة
ننتظرُ تبدّلَ الفصول؛
كي
نستعدَّ من جديد
للتدافع خلف أحلامنا
الغايةُ فقط:
ترتيب الكون
حتى لا يصبح بحجم قبضة كف.. !