خطط مستقبلية لمؤسسة الإعلان لإقامة منصة إعلانية رقمية

تشغل الإعلانات الإلكترونية حيزاً كبيراً في مجال الإنفاق الإعلاني ما يجعلنا نبحث عن مدى استفادة المؤسسة العامة للإعلان عن مدى الخطط القادمة للاستفادة من هذا الكمِّ الكبير من الإنفاق الإعلاني على المنصات الالكترونية ولاسيما أن بعض المؤسسات الإعلامية ذات الطابع الاقتصادي كمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر كان يمكن أن تحصل على رعايات وإعلانات الكترونية تزيد من أرباحها ما يوجب أن ينعكس جزءٌ منها على الإعلاميين و العاملين في قطاعات كثيرة وفي مقدمتها قطاع الإعلام الإلكتروني الذي يعاني من أجور متدنية وحوافز شبه معدومة رغم أن الإعلانات المنشورة على مواقع المؤسسات تقدر بالملايين ..
وفي الواقع رغم تزايد الطلب على الإعلانات الالكترونية إلا أن مؤسسة الإعلان لا تزال تواجه الكثير من الصعوبات في افتتاح منصة تربط المواقع الإلكترونية والمنصات بها حيث يتطلب ذلك بنية تقنية وتشريعية والتواصل مع إدارات المنصات، يقول فادي حيدر  مدير شؤون الاعلان  في مؤسسة الإعلان في تصريح لـ” تشرين”:تقوم المؤسسة حالياً بوضع دراسة لإنشاء منصة إلكترونية ترتبط مع الصفحات الإعلانية على مواقع التواصل لكن لا تزال الدراسة تحتاج صيغاً قانونية تنظم علاقة المؤسسة مع إدارات هذه المنصات .
ولفت حيدر إلى أن الإعلانات خلال الأزمة كانت شبه متوقفة وحالياً بدأ سوق الإعلانات ينشط ويعود إلى سابق عهده ونلاحظ ذلك من خلال الإعلانات الطرقية والإعلانات على التلفزيون ولاسيما في الشهر الفضيل رمضان ، وفيما يتعلق بالإعلانات الإلكترونية بيّن المدير التجاري في مؤسسة الإعلان أن 80% من الإعلانات الالكترونية خارجية وبالتالي من الصعب التواصل مع صفحات تصدر من خارج سورية وأحياناً تتم متابعة بعض الماركات المحلية التي تنشر إعلانات عبر هذه الصفحات لكن تبقى علاقة المؤسسة بهذه الصفحات غير رسمية أو إلزامية وتحتاج إلى ربطها عبر منصات للمؤسسة مع هذه الصفحات ما يساعد في توفير المزيد من التأثير للإعلانات والفائدة للمعلنين والعملاء .
ويلاحظ يوماً بعد آخر لعديد من الأسباب، تزايد الإنفاق العالمي على الإعلانات الإلكترونية وعلى مواقع التواصل حيث يراها العملاء منصة جيدة للتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم، كما سهلت عمل المعلنين وكذلك العملاء, وقد باتت المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل منصة إعلانية رئيسة في مجال التسوق.

وحسب دراسات عالمية تشير الأرقام المتاحة إلى أنه أنفق على الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي نحو 89 مليار دولار عام 2019، لتنمو هذه السوق بنحو 8.7 في المئة وتصل إلى نحو 107 مليارات دولار عام 2021، كما أشار 58 في المئة من الشركات التي تبث إعلاناتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن ذلك ساعدها في زيادة مبيعاتها.
الإقبال الشديد على الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفق الدراسات توقعت أن يشهد هذا العام تفوق سوق الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي على نظيرتها في التلفزيون، وأن ترتفع النفقات الإعلانية على منصات مثل:«تيك توك وانستغرام» إلى 177 مليار دولار لتتفوق على الإعلانات التلفزيونية التي ستصل إلى 174 مليار دولار.
وتلفت الدراسات في هذا المجال إلى أنه من المقرر أن تتجاوز نفقات الإعلانات العالمية هذا العام مستوى ما قبل الجائحة البالغ 634 مليار دولار وهو ما وصل إليه الإنفاق الإعلاني عام 2019، وستنمو سوق الإعلانات الدولية 9.1 في المئة في عام 2022.
وترى الدراسات الاعلانية أن استخدام العلامات التجارية للإعلانات الرقمية وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي سيكون السبب الرئيس في هذا التوسع، وسيحفز نمو التجارة الإلكترونية، و الإنفاق على الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي سيرتفع إلى 225 مليار دولار بحلول عام 2024 وسيمثل 26.5 في المئة من جميع الإعلانات، يليها البحث المدفوع 22.5 في المئة والتلفزيون بنسب 21.10 في المئة.
ويبدو أن أحد أبرز الأسباب الكامنة وراء تواصل نمو الإنفاق الإعلاني في مواقع التواصل الاجتماعي زيادة عدد الأشخاص المستخدمين للإنترنت، وما يرافق ذلك من زيادة في عدد الأعضاء في تلك المواقع.
يضاف إلى ذلك الإنفاق المتزايد للشركات الصغيرة على سوق الإعلانات، التي باتت جزءاً مهماً بشكل متزايد من هذا السوق.
حيث إن الشركات الصغيرة مسؤولة بشكل أساسي عن دفع الإعلان الرقمي فوق عتبة 50 في المئة من إجمالي الإنفاق على الإعلانات، ومسؤولة بشكل أكبر عن انتعاش قطاع الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصة مهمة لكثير من العلامات التجارية وتجارة التجزئة وصغار محال البقالة الذين يعدون أن الشبكات الاجتماعية أفضل منصة يمكن من خلالها الوصول إلى عملائهم على نطاق واسع.

يتفق ذلك مع ما خلصت إليه بعض الدراسات الأكاديمية من أن إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي قناة فعالة للحملات التسويقية للشركات الصغيرة التي لا تتحمل القيام بعملية تسويق واسعة النطاق ومكلفة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تمر بعملية تطور ومواكبة لكل جديد في الشبكة العنكبوتية، بطريقة تفوق وسائل الإعلان الرقمي الأخرى، ما يؤثر إيجاباً في الأعمال التجارية، ويأخذ التغيرات التي تطرأ على سلوك المستهلكين، ومن ثم باتت منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية لزيادة الوعي بالعلامة التجارية والبحث عن عملاء جدد.
وتلفت الدراسات في مجال التسوق الرقمي أن الذكاء الصناعي سيلعب في المستقبل دوراً رائداً على الأصعدة كلها, ومن بينها التسوق الرقمي، لكنها تعتقد أن دور الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر وضوحاً في مجال الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعلق قائلة: مستقبل الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي سيتعزز من خلال الذكاء الصناعي عبر المساعدة في جمع بيانات أكبر، وحل مشكلة المعلنين والعملاء، وعلى الأمد الطويل سيساعد الذكاء الصناعي المعلنين في الحصول على عائد استثماري مرتفع عن أعمالهم، عبر التفاعل مع تغيرات السلوك لدى المستهلك، وخفض التكاليف والانتقال إلى أنشطة إعلانية ودعائية أرخص عبر الإنترنت، مستهدفاً المشتريات بدلاً من الترويج للعلامات التجارية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار