“ضحّكتنا بنصّ الحزن”!
لم يعد الكلام يسعفنا، فقلوبنا تعتصر ألماً لما وصلت إليه أحوالنا من خيبات وكسر خواطر ونحن نرى أمورنا المعيشية تتهاوى يوماً بعد يوم، في ظل غلاء استفحل واستشرى وسيطر على كل مقوماتنا المعيشية، وسط قصور في المعالجة من الجهات التي يفترض بها إيجاد الحلول للخروج من هذا الواقع المؤلم الذي أمسينا عليه.
ما يثير الاستغراب أن تلك الجهات نفسها تتحدث وكأنها بعيدة عن الواقع تماماً ولا تدري بما يدور في الأسواق من استغلال لحاجات الناس ودفعهم مجبرين للاستغناء حتى عن أبسطها بسبب عجزهم وقلة حيلتهم أمام تغوّل التهم كل شيء!.
فها هي الجهة المعنية بضبط الأسعار وحماية المستهلك تصدر بالأمس تصريحات ومن رأس هرمها بالذات، أقل ما يقال عنها: إنها غريبة وربما خلّبية, مفادها بأن “أزمة الأسعار في أوروبا “عجيبة” وسيتم تطبيق نظام البطاقة الإلكترونية في ألمانيا وروسيا، حيث قام الروس بإرسال وفد إلينا للاستفادة من التجربة السورية مع البطاقة و المقنن وضبط الأسعار وتم تقديم المساعدة اللازمة بشكل شفهي ومكتوب”!.
أمام غرابة التصريح ومهما كانت مناسبته يمكننا التساؤل: ترى هل صاحب التصريح مقتنع بأن الأمور لدينا تسير على خير ما يرام، ويرى أننا نعيش في حالة طبيعية وبحبوحة والأسعار لدينا مضبوطة كما يجب، حتى ترسل بعض الدول وفوداً لتستقي من تجاربنا “الفذّة” التي دوّختنا على مدار سنوات لكثرتها وتخبطها، والتي كنّا لها حقل تجارب، وسط تساؤلات عن العجز الحاصل في الرقابة وضبط الأسواق وحالة التخبط التي ترافقت مع تطبيق البطاقة الإلكترونية لسنوات وأفرزت المشكلات والطوابير بدءاً من الأفران ومنافذ الصالات وليس انتهاء بالكازيّات…وربما القادم أعظم !
للأسف كلما أقنعنا أنفسنا بأن بعض الجهات المعنية ستتحسس سلبيات تجاربها لتتلافاها وتنتشلنا من هذا الواقع نفاجأ بأنها معجبة جداً بأدائها وكأنها انتشلت “الزير من البير” !
وأمام هذا الحال يحضرنا القول : إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم !. فهل يمكن أن نتخيّل كم هو مؤلم عجز الناس عن تأمين أبسط مستلزماتهم، بينما المعنيّون يتغنّون بخيباتنا ؟!
فعلاً شر البليّة ما يضحك…!