اختصاصية اجتماعية لـ(تشرين): تنظيم عمل أصحاب الأعمال الشاقة يخفف تعب صيامهم
مع تزامن قدوم شهر رمضان في فصل الصيف والظروف المعيشية الصعبة التي نمر فيها يتحتّم علينا جميعاً متابعة أعمالنا لتأمين متطلبات الشهر، ولكن قد لا يستطيع من يعمل عملاً شاقاً وصعباً تأجيل عمله أو التخلي عنه في شهر رمضان رغم صعوبته، وكذلك متابعة صيامه خلال اليوم، وهذا الحال يعيشه اليوم السائقون وعمال النظافة وعمال البناء والحدادة والمزارعون والحمالون ومن يعملون في الأفران أمام وهج النار لتأمين حاجات الآخرين.
وفي هذا الخصوص قالت المستشار الأسري الدكتورة سلوى شعبان في حديثها لـ(تشرين): بما إننا نعاني من حدة الأيام ونعيش قسوة الظروف الملقاة علينا فنحن محكومون بمتابعة أعمالنا وحياتنا فالمطلوب منا مادياً لا يتماشى مع واقعنا الملموس من غلاء فظيع وشحّ في الموارد، وتابعت: بين هذا وذاك تتنوع وتتوزع مهن مختلفة بأعمال صعبة قاسية يقوم بها شريحة كبيرة من أبناء المجتمع، كعمال البناء والفلاحين وورشات الحدادة والنجارة وعمال المصانع والمهن الخطرة، ومن يتعرضون للشمس الحادة أو للظروف الجوية المتقلبة والمضرة والمؤثرة عليهم، وهم صيام ملتزمون بأداء واجبهم الديني والروحي تقرباً ومحبة من الله، وكذلك هم متحملون كل الأحوال من عطش وجوع وطبيعة عمل قاهرة.
وأضافت شعبان : تكاد صعوبة أعمالهم وخطورتها في بعض الأحيان تمنعهم من متابعة فريضة الصيام، لذلك كان لابد من وضع خطة عمل لهؤلاء توازن ما بين عملهم وصيامهم وتأدية طقوس هذا الشهر الكريم.
وهنا أشارت شعبان إلى تحديد ساعات العمل واختصارها ومراعاة ظرف العمل وطبيعته ووضع التسهيلات وأدوات الحماية لصحتهم وعملهم ليخفف من أعباء الانهماك بتأمين لقمة العيش، وليساعدهم نوعاً ما ليستمروا و يعيشوا إنسانيتهم و يحققوا ما يريدون.
و لفتت المستشار الأسري إلى أنه انطلاقاً من أن شهر رمضان شهر الخير والبركة والرحمة ويحمل لنا مشاعر المحبة والوئام ومشاعر الإنسانية والإيمان، لذلك من الضرورة وجود الرحمة في قلوب المديرين و أرباب العمل لمن يعملون في القطاع الخاص بإفساح المجال لهم ليعملوا وينجزوا ويبدعوا، فالله أوصانا بالرحمة والإنسانية والعمل لنحفظ كرامتنا و وجودنا الآدمي.
وختمت شعبان في كل عام ننتظر عودة الشهر المبارك الفضيل ليُهدئ من روعة التحديات وصعاب الحياة، ولنتقرب أكثر من الخالق ونمسح خطايانا وذنوبنا.