شركة الصرف الصحي تستقبل شكاوى المواطنين بحرارة زائدة!
حينما تتصل برقم طوارئ الشركة العامة للصرف الصحي بمحافظة دمشق وريفها والمخصص لاستقبال شكاوى المواطنين المتعلقة بمشاكل الصرف، يأتيك وبال من الترحيب المسجل إلكترونياً عبر الهاتف يقول لك «عزيزي المشترك أهلاً بك، الشركة العامة للصرف الصحي ترحب بكم.. إن مكالمات الطوارئ مسجلة لضمان جودة الخدمة» وحينها يدور في خلدك بأن مشكلتك التي تتصل من أجلها مهما صعبت سيتم وضع حلول لها حرصاً على جودة الخدمة.
بالأمس وردت صحيفة «تشرين» شكوى مقدمة من عدد من القاطنين في حي بالميدان وبالتحديد القاعة حارة السد بالقرب من جامع حسين خطاب يشيرون فيها إلى معاناتهم من فيضان مياه الصرف الصحي والتي طافت في العديد من منازل المواطنين، مشيرين إلى أنهم تواصلوا كثيراً مع الرقم المخصص لاستقبال شكاوى الصرف الصحي والذين قدموا لهم وعوداً بإرسال ورشات برفقة «صاروخ » وحل المشكلة بأقرب وقت، ومضت الساعات والأيام مثقلة على القاطنين المتضررين من دون أن تطرق بابهم أي من ورشات الصرف.
وحسب المشتكين يبلغ عدد المنازل المتضررة من فيضان مياه الصرف الصحي نحو 15 منزلاً، لافتين إلى أن معاناتهم من هذه المشكلة ليست بالأمر الجديد، إذ اعتادوا فيضان المياه الآسنة في منازلهم منذ ما يزيد على 20 عاماً، مطالبين المعنيين في شركة الصرف الصحي بضرورة إيجاد حلٍّ جذري لمعاناتهم الطويلة واستبدال شبكة الصرف الصحي القديمة التي لم تعد تنفعها حلول «التسليك» التي تقوم بها ورشات الصرف عند كل فيضان.
«تشرين» تواصلت مع رقم طوارئ شركة الصرف الصحي «2133890» وبعد أن سمعنا الترحيب المسجل عبر الهاتف تم اختيار رقم «1» وفق ما طُلب منا ليتم تحويلنا إلى الموظف الذي يتلقى شكاوى المواطنين والذي حينما تواصلنا معه حول مضمون الشكوى الواردة، أكد لنا بأنه على علم بالشكوى الواردة من المواطنين واعداً إيانا بأنه سيعمل على تسجيل الشكوى وإرسال ورشات على الفور لحل المشكلة.
وفي اليوم الثاني تواصلنا مع المشتكين لمعرفة إن تم إرسال ورشات الصرف الصحي وحلِّ المشكلة وفق ما وعدنا به، ليؤكدوا لنا أنه لم تزرهم أيَّ ورشة وبأن فيضان المياه الآسنة بمنازلهم لا يزال مستمراً، لنعيد تواصلنا مع الموظف نفسه الذي برر لنا عدم التجاوب مع الشكوى لكون الحارة المتضررة من مياه الصرف ضيقة ولا تستوعب مرور صهريج الصرف الصحي وبأن حلَّ المشكلة يحتاج حفراً وتالياً هو بحاجة إلى طلب خطي يقدمه المشتكون إلى الشركة، ولترتفع بعدها نبرة الموظف قائلاً وبالحرف الواحد «خيو انشروها شكوى بالجريدة الحل مو عندي» وليقطع اتصاله معنا.
ونحن بدورنا نهمس بأذن المعنيين في شركة الصرف الصحي: إن كانت واجهتكم باستقبال شكاوى المواطنين على هذا النمط فعلى الدنيا السلام!