لقطات درامية
1
ما شاهدناه في الحلقة الثالثة من مسلسل ” كسر عضم” من افتعال كاتبه لمشكلة بين الضابط ” ريان/ سامر إسماعيل” ومدير المستشفى، لأن الضابط ريان نقل عناصر الحاجز، الذي كان مناوباً فيه، بعد انفجار سيارة مفخخة، إلى مستشفى خاص بحكم قربه من موقع التفجير، وتمنّع المدير عن تقديم الإسعافات اللازمة إلاّ تحت تهديد السلاح، بحجة أن العناصر العسكرية ممنوع إسعافها إلى غير المستشفيات العسكرية، وإعادة الموقف بين الضابط ” علي صطوف” و ريان، يدعو ما شاهدناه للضحك، لأنه غير دقيق على الإطلاق، فمدينتنا حمص التي عانت ربما أكثر مدينة من انفجار السيارات المفخخة، ومظاهر الحرب الأخرى، تم فيها استقبال المصابين العسكريين والمدنيين، في مستشفيين خاصين طوال أكثر من خمس سنوات، وكان ينقل العسكري الجريح إلى المستشفى العسكري ما إن تستقر حالته الخطيرة لمتابعة العناية به!! ولا نظن أن الأمر لا ينطبق على دمشق أيضاً، فهل الكاتب كان يحيا داخل سورية أم خارجها طوال السنوات المنصرمة؟
2
تقول الممثلة صباح الجزائري عبر شخصيتها في الحلقة الأولى من مسلسل ” مع وقف التنفيذ” تخاطب شخصية المحافظ : “…..يابني الولاد عم تهج وتربى ببلاد برا ، الله يرضى عليك لا تخليهون يسافروا خلي يرجع كل ولد لأهلو، الأرض بتتونس بولادها “. ويقول الممثل حسام عيد للممثل أيمن زيدان في الحلقة السادسة من مسلسل ” الفرسان الثلاثة”: “لازم نلاقي طريقة نحبب فيها الشباب بالبلد قبل ما يهاجروا كلهن”. أمام قولين يتقاطعان بالمعنى والهدف يمكننا رسم عشرات إشارات التعجب ودائماً نرسمها إن نبّه الفن متأخراً وكثيراً عن الواقع الذي يصرخ: لم يبقَ من جيل الشباب سوى من لم يقدر على تكاليف الهجرة.!
3
رأى الروائي السوري “سومر شحادة” وهو ينتقد الدراما السورية بشكل غير موضوعي، رأى في نقاط نقده أن فضل انتشار اللهجة السورية يعود لما أُنتج من أعمال درامية مدبلجة عن التركية! لكن من دون أن يُعلمنا صديقنا سومر على ماذا اعتمد بهذه الإشارة، ولاسيما أن الدبلجة لم تبدأ قبل عام 2005 وكانت الدراما التلفزيونية السورية منتشرة ونشرت معها اللهجة السورية وهذا سبب تعاون الجهات التركية المنتجة مع شركات الدبلجة في سورية، أي ليس كما أشار شحادة بقلبه للحقائق، فالنقد الموضوعي يفترض الالتزام بما هو تاريخي.