أساس المشكلة
فقدان الوقود وبيعه بأسعار خيالية أساس البلاء والغلاء في آن معاً, ومع ندرته تصبح الحياة صعبة جداً, والأيام عندنا تتشابه بالأزمات التي تتكرر كعجلة الحياة السقيمة من دون تقدم يذكر لها منذ سنوات, وهي نفسها تؤرق الناس جميعاً لأن تأمين الحاجيات مهما بدت بسيطة تحتاج لما لا طاقة لهم به، وبرغم مكابدة عامة الناس في الذهاب لمقاصدهم تكاد الحياة تتوقف لعدم توافر وقود وسائط النقل العام, وفي المقابل يتذرع أصحاب السيارات الخاصة بغلاء الوقود النادر, وشراء المهرب منه المحفوف بمخاطر غش المادة وما يترتب عليه من أعطال ليست في الحسبان .
أزمة الوقود العالقة تضع الجهات المعنية بتأمين المادة أمام امتحان صعب ، وخاصة أن البعض منهم دق ناقوس الخطر من قبل ما جعل محتكري المادة يتسابقون إلى تخزينها لرفع سعرها مرات عديدة وليصبح الاتجار بها أقصر الطرق للكسب السريع .
مهربون وبائعو وقود يقفون اليوم على قارعة الطرق العامة يضعون على مقربة منهم عبوات بلاستيكية مليئة بمياه خضراء في إشارة لوجود بنزين قريب, وهم يلقون باللائمة دائماً على الأزمة, وعلى صعوبة تأمين المادة تهريباً .
قد لا تكون الأزمة التي نعيشها اليوم مفتعلة لأسباب تتعلق بمتغيرات عالمية الغلبة فيها للأصدقاء! ومن غير المنطقي أن تبقى الحكومة تعطي البعض وقوداً مجانياً لأشخاص يقتاتون على فروقات سعر المادة المدعومة سعرياً في وقت لا يجد مواطنون ما يقلهم إلى مبتغاهم .
في كل أسبوع تجتمع لجنة المحروقات في المحافظات وتزداد بعدها أزمة النقل وغلاء الخضراوات التي جعلت من غلاء الوقود شماعة لارتفاع الأسعار غير المسبوقة منذ ثمانينيات القرن الماضي مع فارق أن التهريب في ذلك الزمان كان صاحب يد بيضاء على الفقراء .
لا نبالغ إذا قلنا إن أساس المشكلة في بلدنا عندها أساس الحل وقد لا يكون باليد حيلة. !