عملية بطولية نوعية

المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه سجية تربى عليها الفلسطينيون في الأراضي العربية المحتلة منذ عشرات السنين لتبقى شعارا ونهجا متوارثا بين أجيالهم ضد المحتلين ولتضيف كل يوم أسما جديدا إلى قوافل الشهداء الأبرار .
أحدث ملاحم البطولة والمقاومة ما قام به قبل أيام الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو القيعان ذو ال/ 34/ عاما عندما تمكن من قتل أربعة مستوطنين وأصاب اثنين آخرين في عمليتي دهس وطعن نفذهما في مدينة بئر السبع في النقب جنوب فلسطين المحتلة قبل إطلاق النار عليه واستشهاده . الشهيد هو مدرّس سابق من
سكان بلدة حورة في منطقة النقب نفذ عمليته بشجاعة قل نظيرها حيث وصل أولا على متن مركبة إلى وسط مدينة بئر السبع وقادها عكس اتجاه حركة المرور وقام بدهس مستوطن يركب دراجة كهربائية وبعد عدة دقائق توقف عند محطة وقود تابعة لمركز تجاري على طريق الخليل بئر السبع ودخلها وطعن مستوطنة إسرائيلية بشكل متكرر حتى قتلها ثم غادر المكان من دون أن يلاحظه أحد ثم وصل إلى مركز تجاري قريب وانهال بالسكين التي كانت بحوزته على مستوطنة إسرائيلية في الأربعينيات من العمر ومستوطن اخر، كما طعن مستوطنين آخرين وأصابهما بجروح خطيرة .
وفي الأثناء نزل سائق حافلة اسرائيلي كان في مكان الحادث وسحب مسدسه وهدد “أبو القيعان” وطالبه بإلقاء السكين على الأرض ،وعندما حاول الشهيد الاقتراب منه أطلق المستوطن النار عليه وأصابه برصاصة ما أدى الى استشهاده على الفور.
لاشك بان هذه العملية هي رد طبيعي مشروع على جرائم الاحتلال وممارساته التعسفية ومجازره المتكررة بحق ابناء الشعب الفلسطيني وهي تؤكد مجددا ان خيار المقاومة متأصل ومتجذر في نفوس الفلسطينيين صغارا وكبارا حتى استعادة الحقوق .فالفلسطينيون لن يستسلموا للاحتلال مهما دام .
وامام هذه الردود الفلسطينية لا نملك إلا الانحناء احتراماً وتقديراً وإعجاباً بما يقدمه أبناء الشعب الفلسطيني من نماذج تاريخية ودروس في النضال والمقاومة ومقارعة الاحتلال رغم اجراءاته واحتياطاته الأمنية المشددة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار