هل انتهت حقبة الدولار ..وكيف ستسدد أوروبا مدفوعاتها بالروبل ؟
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتحويل مدفوعات الغاز الطبيعي الروسي للدول المعادية بالروبل الروسي “في أقصر وقت ممكن، ورفض أي عملات فقدت مصداقيتها”.
وحول أبعاد هذا القرار على الاقتصاد العالمي يؤكد المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف في مقالة له : أعتقد أن تلك ليست سوى بداية لنقل الصادرات الروسية إلى الروبل الروسي. وكخطوة تالية، فسيتم على الأرجح تحويل تصدير جميع السلع الروسية، التي لا غنى عنها في السوق العالمية، مثل القمح والنيكل واليورانيوم والأسمدة، ثم بقية الصادرات، إلى التسوية بالروبل.
تلك، بطبيعة الحال، بمثابة أقوى ضربة لنظام الدولار. وإذا ما صحّت التقارير بشأن تسويات بعض الدول النفطية مع الصين والتعامل باليوان الصيني فان هذه النوايا تعني أنه سوف يدخل هذا القرار اليوان أيضا في تسوية ليس فقط تجارة النفط، وإنما كل التجارة مع الصين.
أما بالنسبة لأوروبا والغرب ككل، وما يسمى بالدول غير الصديقة، فإنهم أمام مشكلة تقنية أولى عملاقة، ثم مشكلة سياسية.
فلا يمكن لأوروبا أن ترفض الغاز الروسي، وإلا فسيعني ذلك انهيار اقتصادها. في الوقت نفسه، تتمتع روسيا بميزان تجاري إيجابي بشكل عام مع العالم كله، وخاصة مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. أي أنها تبيع أكثر مما تشتري، بمعنى أن أوروبا لا تمتلك احتياطيا من الروبلات، وعلى الأرجح لن يكون الروبل الموجود كافيا لدفع ثمن موارد الطاقة الروسية. خاصة إذا ما تم تحويل جميع الصادرات الروسية إلى الروبل. لتبقى هناك طريقتان فحسب أمام أوروبا لمواصلة شراء الغاز الروسي بالكميات المطلوبة.
الطريقة الأولى: طلب قرض من بوتين بالروبل والاستمرار في طلب قروض جديدة لسنوات عدة وربما لعقود.
الطريقة الثانية: تحويل كل تجارتها مع روسيا إلى الروبل، بالإضافة إلى جزء من تجارتها مع الدول الثالثة أيضا على الروبل.
علاوة على ذلك، فمن أجل الحصول على الغاز الروسي، في المراحل المبكرة، سيكون على أوروبا، على أي حال، أن تطلب من روسيا قرضا، حتى تصبح التسويات بالروبل هي القاعدة بالنسبة لأوروبا… وبطبيعة الحال، فإن مصير الاحتياطيات الروسية المجمدة سيكون إحدى القضايا المطروحة في المفاوضات على مثل هذا القرض. بل إن بإمكان بوتين أن يذهب أبعد من ذلك لإذلال أوروبا إذا ما اشترط أن تكون البنوك الوسيطة للتجارة هي البنوك الروسية التي تخضع للعقوبات.