أسواق السويداء.. أسعار مخالفة ومواد مفقودة
رغم تعاميم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ورغم فرض تسعيرة للكثير من المواد لا تزال أسواق السويداء تعاني تخبطاً كبيراً بوضع أسعار مخالفة وفوضى تجعل من سعر المادة الواحدة يتفاوت بأرقام كبيرة بين محلٍّ وآخر، حيث إن خطوات الحكومة التي ألزمت الباعة والتجار بوضع تسعيرة ثابتة وموحدة لبعض المواد الغذائية تتناسب وقيمة هذه السلع أشاعت أجواء من الغضب عند الكثيرين ولاسيما أصحاب الدخل المحدود، إلا أنها وفي الوقت ذاته جعلت هذه المواد “تختفي” أحياناً وتحتكر من بعض التجار وإلزام شرائها بسلة واحدة مع بعض المواد الأخرى الكاسدة مثل سائل الجلي مع باكيت قهوة أو علبة بسكويت مع «مرطبان» شوكولا بسلة واحدة وبأسعار مرتفعة، فالأسعار على لسان أحد المواطنين لا تنخفض إلا على التلفاز وفي نشرات الأخبار، أما على أرض الواقع فتبقى مزاجية وحسب كيف التاجر.
كما يرى بعض الأهالي الذين تحدثت إليهم «تشرين» في السويداء أن المواد الغذائية الأساسية أصبحت صعبة المنال، ما أدى إلى غياب كثير من أصنافها عن موائدهم, أهمها الفروج الذي يباع في السوق بـ11 ألف ليرة بينما سعر الكيلوغرام منه في النشرة التموينية 10 آلاف ليرة، وما ينطبق على الفروج ينطبق على بقية المواد الغذائية فسعر صحن البيض في السوق وزن 1800غ، 13 ألفاً بينما سعره التمويني 12 ألفاً، وكيلو الملفوف بـ600 ليرة بينما في السوق 800 ليرة، الليمون يباع بـ1700 ليرة وبالنشرة 1300 ليرة، والتفاح بـ1800 ليرة وفي الأسواق 2000 ليرة، البرتقال بـ1800 ليرة وعند الباعة 2200 ليرة، إضافة لارتفاع أسعار الأجبان ليبقى الهمّ الأساسي في كيفية تأمين الزيوت والسمون التي حلّقت أسعارها بطريقة كارثية على حدّ قولهم.
«تشرين» رصدت خلال جولتها في الأسواق ارتفاع الأسعار لدرجة يعجز الأهالي عن تأمين أساسيات حياتهم المعيشية، وفرض ارتفاع الأسعار ظاهرة الشراء «بالحبة أو الأوقية» لكثير من أنواع الخضار والفواكه أو أنواع أخرى منها الألبان والزيتون – إلا أنه وفي الأغلب – أصبحنا كصحفيين لكوننا نتكلم بلسان حال المواطن نشكل حالة استفزاز للكثير من التجار الذين باتوا يتجنبوننا ويرفضون التعاطي معنا خوفاً من أن نرصد ذلك الجشع والاستغلال ا والبعض بالأصل يخالفون القوانين، إذ إن الكثير من المواطنين يرون أن تدخل الحكومة في تنفيذ أسعار المواد وضبط الأسواق لا يكتسب نجاعة كافية في حال لم يقترن ذلك بالرقابة التموينية الجدية على الأرض التي ستدفع حتماً بالتجار للخضوع والعمل وفق الأسعار الجديدة والاكتفاء بأرباح مقنعة ومقبولة من دون إجحاف .
رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء- جهاد طربيه وعند سؤالنا عن دورهم في قمع المخالفات قال: يتم تسيير دوريات بشكل مستمر ضمن الإمكانات المتاحة وذلك بسبب قلة عدد الدوريات التي لا تغطي كامل السوق، إضافة لمتابعة كل الشكاوى الواردة للمديرية سواء كانت خطية أو هاتفية واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال ضبط المخالفات.