باستثناء المواد الغذائية.. جمود يخيم على الأسواق وسلة الكماليات تتسع تباعاً

فرضت الارتفاعات القياسية التي سجلتها أسعار السلع والمواد مؤخراً ترتيباَ جديداَ للأولويات لدى كثير من الأسر التي عمدت للتحايل على الظروف بشد الأحزمة والتصرف حسب المتاح، والتخلي عن كثير من المتطلبات التي كانت حتى وقت قريب تصنف في قائمة أساسيات ما فتئت تتقلص تباعاً.

وفي جولة لـ”تشرين”على عدد من الأسواق في محافظة درعا بدت الحركة خجولة إلى حد كبير، فباستثناء محال المواد الغذائية وأسواق الخضار، يبدو الحديث عن تسوق مواد كاللحوم والحلويات والفاكهة والألبسة وغيرها ضرباَ من الترف في ظل الارتفاعات القياسية للأسعار التي تآكلت معها الدخول حسب وصف أحد المتسوقين، والذي أضاف:
“غالبية السلع والمواد الأساسية سجلت ارتفاعات كبيرة في أسعارها وخصوصاً تلك التي لها علاقة بالمواد الغذائية كالسمنة والزيت والسكر والأرز وغيرها.. كثير من الأسر باتت تشتري حاجتها من هذه المواد بكميات قليلة قد لا تسد الحاجة، وأمام هذا الواقع كان لا بد من التخلي عن كثير من المستلزمات اليومية الأخرى وشطبها من قائمة الضروري كاللحوم والبيض والحلويات والفواكه وغيرها من المواد التي تحولت إلى مجرد كماليات، إذ لم تعد القدرة الشرائية لكثير من الأسر كفيلة بتأمينها إلا في الحدود الدنيا”.
وفيما انفردت المواد الغذائية وحدها في ميدان البيع والشراء، شهدت أسواق كالألبسة والأحذية ومواد البناء والمفروشات وغيرها الكثير ركوداَ شبه تام وقد بدت معالم هذا الركود واضحة للعيان في أسواق خلت من مرتاديها إلا ممن اضطرته الحاجة.
ويصف أحد تجار الألبسة السوق بالنائمة “لا بيعة ولاشروة”، حيث انخفضت المبيعات هذا الموسم إلى مستويات قياسية مقارنة مع مواسم سابقة، موضحاً أن الارتفاعات المتتالية في أسعار المواد وخصوصا الغذائية منها انعكست سلباً على باقي السلع وهذا الوضع ناجم حسب قوله عن انسحاب هذه السلع ومنها الألبسة ومثلها الأحذية من قائمة الاهتمامات لدى شريحة كبيرة من الناس، لمصلحة سلع ومواد أخرى باتت أكثر ضرورة.
ويأمل كثيرون ان يسهم اقتراب شهر رمضان المبارك في تنشيط الأسواق وتحريك مياهها الراكدة، بالتزامن مع انطلاق عدد من المبادرات التسويقية ومنها مهرجان “مبادرة الخير” للتسوق على أرض مدينة درعا والذي تشارك فيه العديد من الفعاليات التجارية بتشكيلة واسعة من الكونسرة والحبوب والأجبان والأغذية المتنوعة إضافة للمنظفات بمختلف أنواعها وكذلك التجهيزات المنزلية وغيرها، ومن المزمع أيضاً أن تشهد المحافظة افتتاح المزيد من مهرجانات التسوق مع قرب حلول الشهر الفضيل.
ويبقى التعويل لدى المستهلك أن تشهد هذه المبادرات والمهرجانات تخفيضات حقيقية على السلع والمواد فضلاً عن إمكانية تعميم هذه المبادرة والتوسع فيها بحيث تشمل غالبية مناطق المحافظة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار