هدر مقومات العيش …
لا أعلم ما هو التوصيف الأمثل للهدر غير المبرر للمواد التموينية في السورية للتجارة سوى أن هدراً لمقومات الحياة يتم في زحمة الاشتغال بالصفقات وتأمين زيت التدخل الإيجابي الذي يواكب الغلاء ويمهره بخاتم رسمي من دون النظر إلى أن ذلك التدخل لا يطول أصحاب الدخل المحدود من قريب أو بعيد .
في الأمس القريب تم تجميع “البيض الفاسد وحوالي 20 طن تمر” لم تعد صالحة للاستهلاك البشري من صالات التدخل الإيجابي في حمص، وقبلها بأيام يحاول تاجر بيع 25 طناً من معلبات مضى على وجودها في مستودعات السورية بحمص أكثر من عشر سنوات ليتم تدويرها حسبما علمنا كمواد علفية !!! وحتى اليوم وبرغم الإمكانات الكبيرة التي ترصدها الحكومة للسورية للتجارة إلا أنها تدار بعقلية لا تراعي هدفها المنشود وهو التدخل الإيجابي في أسواق لا ترحم ولا أجد ما يبرر تقصير القائمين عليها من تقديم خدمات مميزة بأسعار تشجيعية لاستقطاب مختلف الشرائح الاجتماعية طلباً للسلعة المميزة وأن يكون البيع مؤتمتاً كما في “المولات “الحديثة .
محض مصادفة أنبئت عن 75 ألف ليتر مازوت تستقر في خزان أحد برادات السورية العتيدة في وقت يعاني الآلاف من نقص المادة في موجة صقيع هي الأقسى في شتاء كانت تنقصه المشتقات النفطية بجميع أنواعها .
حري بنا التذكير أنه ليس من مهمة المؤسسات العامة أن تكون تاجراً هدفه تحقيق الأرباح الفاحشة في الأزمات، وما يحدث اليوم هو حالة نفعية لأشخاص محددين ومضيعة للوقت لا طائل منها، وما طرأ على الأجهزة الكهربائية وانتقال أعداد كبيرة منها إلى مستودعات تجار بعينهم قبل غلائها لا معنى له سوى أن قلة من الأشخاص يتلاعبون باقتصاد سوق يشهد ندرة واحتكاراً للأشياء أو غلاءً مبالغاً فيه أصبحنا نعلم يقيناً أهدافه ومراميه .