عداء كاذب وعلاقات متجذرة

تاتي زيارة رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى تركيا هذا الأسبوع لتؤكد من جديد العلاقات المستمرة والتنسيق المتواصل بين نظام رجب طيب اردوغان والكيان الإسرائيلي رغم حالة العداء الشكلية التي تظهر بين الجانبين بين الحين والآخر وحسب الظروف اردوغان الذي وصف زيارة رئيس كيان الاحتلال إلى أنقرة بأنها ستكون نقطة
تحول في العلاقات بين الجانبين كان استغل حادثة سفينة مرمرة في البحر المتوسط عام 2010 التي كانت تحمل متضامنين مع الشعب الفلسطيني لإظهار مزاعم العداء الكاذب لإسرائيل وليبدي في الوقت نفسه مشاعر الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته إلا أن التقارير الإخبارية تفيد بأن مواقفه هذه كاذبة ولا تعبر عن سياساته الحقيقية، كما أنها تهدف لإغواء الراي العام التركي والإقليمي.
الحقائق تثبت استمرار التجارة البينية والعلاقات الاستراتيجية بين تركيا وكيان الاحتلال التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو بالمتجذرة رغم فقاعة العداء الإعلامية حتى إن التقارير تفيد باستمرار العلاقات التركية – الإسرائيلية حتى أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 وفي عام 2014 وهو ما يفضح أكاذيب اردوغان ومسرحياته ويؤكد متاجرته بمشاعر الشعب الفلسطيني لتحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية
لنظامه.
وخلال جائحة كورونا قدم كيان الاحتلال مساعدات طبية كبيرة لمواجهة فيروس كورونا في تركيا وطلب من وسائل إعلامه عدم التحدث عن الأمر.
ووفق البيانات الإحصائية فقد ارتفعت في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 صادرات تركيا إلى إسرائيل إلى مليار و851 مليون دولار بزيادة قدرها 35 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، في حين كانت صادرات تركيا إلى إسرائيل قبل وصول نظام أردوغان إلى الحكم عام 2002 عند مستوى 850 مليون دولار سنويا .
ومن المعروف ان علاقات تركيا مع كيان الاحتلال بدأت عام 1949 وتعززت مع تولي حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان مقاليد الحكم في تركيا وعمل الجانبان على اعتماد سياسة فصل السياسة عن الاقتصاد، كما عزز نظام اردوغان الاتفاقات السابقة مع كيان الاحتلال غير آبه بتناقض خطابه الذي يظهر علنيا حماسه للقضية الفلسطينية إلا انه يبطن من تحت الطاولة تعزيزا للتجارة والعلاقات العسكرية والتنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار