بات مكشوفاً أن رعاة الإرهاب ما إن تنفجر أزمة أو صراع في أي دولة من دول العالم حتى يسارعوا لنقل إرهابييهم ليكونوا جزءاً من هذا الصراع يقاتلون لصالحهم وكأنهم استغنوا عن إرسال الجيوش النظامية بإرسال الجماعات الإرهابية، وقد برعت الإدارات الأمريكية وبريطانيا في هذا الأسلوب وسبقهما النظام التركي إلى ذلك عندما أرسل مجموعات إرهابية للانخراط في النزاع الأذربيجاني -الأرميني وعندما نقل الإرهابيين من سورية إلى ليبيا ليرجح طرفاً على آخر في الصراع الداخلي الليبي، وهذا الوضع مستمر حتى الآن فضلاً عن أن في صلب السياسة الأمريكية تصنيع الإرهاب واستخدامه في كل مكان من العالم .
ومؤخراً حولت واشنطن قاعدة التنف في سورية لتدريب الإرهابيين وإرسالهم للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية ، كما قام النظام التركي أيضاً بتجنيد الإرهابيين في إدلب وشمال سورية لإرسالهم للقتال في الأراضي الأوكرانية لمحاربة الجيش الروسي، وعملية تدوير المجموعات الإرهابية في سورية والعراق تسير على قدم وساق مع اشتداد الأزمة الأوكرانية إضافة إلى البحث في دول العالم عن المرتزقة للانخراط في الصراع الدائر في أوكرانيا كما حصل في السنغال حيث قامت سفارة أوكرانيا هناك بنشر إعلان لتطويع مرتزقة لإرسالهم إلى الأراضي الأوكرانية في خطوة من قبل الاستخبارات الأمريكية التي تدير الصراع في أوكرانيا لتحويله إلى حرب داخلية طويلة الأمد .
لقد عملت وتعمل إدارة بايدن على تأجيج الصراع في أوكرانيا بعد أن حرّضت وأشعلت النار وشحنت الشعب الأوكراني بالعداء والكراهية لتوءمه وشقيقه التاريخي الشعب الروسي، بل ووعدت النظام في كييف بالقتال الى جانبه وعندما نجحت في توريط الحكومة الأوكرانية في الحرب المعروفة نتائجها، وحين استعرت المعارك تخلت واشنطن عن اتباعها في كييف إلّا من بعض بيانات الشجب والإدانة والتصريحات التي تدعو لاستمرار القتال وإزهاق المزيد من أرواح الأوكرانيين من دون أن تضحي بجندي أمريكي واحد أو بقطرة دم أمريكية واحدة وهذا ما عبّر عنه تكراراً وبمرارة المسؤولون الأوكرانيون بدءاً من الرئيس فلاديمير زيلنسكي الذي قال: لقد تركونا وحيدين في المعركة وتسارع واشنطن ولندن الآن لتقديم ملجأ للرئيس الأوكراني ومكان لحكومة أوكرانية في المنفى وترك أوكرانيا تغرق بالدماء من خلال حرب مرتزقة وإرهابيين لا تنتهي وهذه هي السياسة الأمريكية قديماً وحديثاً .
tu.saqr@gmail.com