لا خير في قوم ضاع فيهم حق ضعيفهم
في حياة الناس مواعظ وعبر تناقلتها الأجيال عبر حقب الزمن المختلفة، سواء أكانت اجتماعية أم ثقافة أم من الموروث الحضاري للشعوب، وعندما يكون أحدهم في دائرة الضعف يتناخى قومه من كل حدب وصوب لحفظ كرامته وصون حريته، بدليل أن الضعيف لا يضيع حقه.
لا تدخل في معارك مع أرحامك وأقاربك، لأن المنتصر فيها مهزوم، ثم يتوارثها الأبناء والأحفاد، والدنيا لا تدوم لأحد.
اعتقل ملك من ملوك العرب رجلاً من قبيلة أخرى، فجاءت القبيلة بشيوخها وبأمرائها تشفع فيه.
فقال الملك: مَنْ هذا الرجل الذي جئتم كلكم لتشفعوا فيه؟.
فقالوا بصوت واحد: هو مليكنا.
فقال: لم يخبرنا عن نفسه.
فقالوا: أنِفَ أن يذلّ نفسه فأراد أن يريك عزّته بقومه.
فأطلقه لهم، وبعد أيام جاءه الخبر أن ذلك الرجل ما هو إلا راعي الإبل عندهم، فأرسل إليهم الملك يستفسر عما صنعوه، فجاءه الرد منهم وقالوا له (لا أمير فينا إنْ ذُلّ راعينا).
والعبرة: لا خير في قوم ضاع فيهم حق ضعيفهم، ولا خير في قوم لم يقفوا مع بعضهم البعض، فالحياة أقل مما نتوقع وأقل بكثير من المهاترات والأحقاد.
الأمجاد تصنع للأجيال، فاصنعوا مجداً يسير إليه أبناؤكم لأن القادم أصعب بكثير مما نتوقع عليهم.