30 % نسبة تأثير التغيرات المناخية السلبي على المحاصيل.. المطلوب إجراءات تكفل التكيّف معها وتقليل أضرارها
درعا – وليد الزعبي:
تعاني سورية من التغيرات المناخية، ولاسيما تقلبات الطقس من انحباس الأمطار في بعض الشهور، وارتفاع درجات الحرارة في شهر نيسان متجاوزة أحياناً ٣٥ درجة، وكذلك ملاحظة تأخر الأمطار التي قد تتجاوز ١٠٠ مم في يوم واحد، هذا ما بينه مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، لافتاً إلى أن تلك التغيرات المناخية لها أثر سلبي على المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، لكن بنسب متفاوتة وبشكل يؤدي لا شك إلى تدني الإنتاجية كمّاً ونوعاً، علماً أن مديرية الزراعة تقدم المشورة للفلاحين حول كيفية التعامل مع تلك المتغيرات للتقليل قدر المستطاع من تأثيراتها السلبية.
من جانبه، ذكر رئيس دائرة وقاية النبات حسن الصمادي، أن الشتاء المتأخر هذا العام وتبدلات الطقس من حار إلى بارد مع وجود رطوبة عالية، أدت إلى حصول مجموعة من التأثيرات على المحاصيل، وتمثلت هذه التأثيرات بعدم اكتمال عقد بعض سنابل القمح وخاصة في الحقول المزروعة بشكل مبكر، وبالتالي توقع انخفاض إنتاجية هذه الحقول، إضافةً إلى انتشار مرض اللفحة المتأخرة على محصول البطاطا، وذلك نتيجة الأمطار المتأخرة، ما سيؤثر في الإنتاجية في وحدة المساحة، وخاصة في الحقول التي لم تتم معالجتها بشكل وقائي، أيضاً سقوط أزهار بعض الأشجار المثمرة، وخاصةً تلك التي كانت فترة تفتّحها مترافقة مع سقوط الأمطار المتأخرة والرياح الشديدة.
وأشار الصمادي إلى أن من التأثيرات الأخرى زيادة انتشار الأمراض الفطرية بشكل عام، ما أدى إلى تأخر نمو محاصيل الخضار، وكذلك زيادة استخدام المبيدات الفطرية بما يؤثر في تكلفة الإنتاج، واستفحال الإصابة بحشرة “بسيلا الزيتون” في بعض الحقول، وذلك لتوفر الظروف البيئية المناسبة لانتشارها.
بدوره، أوضح رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، أنه حتى نتصدى لهذه التغيرات المناخية، علينا أن نتكيّف معها من خلال استخدام الزراعة العضوية والحافظة واستخدام أساليب الري الحديث والتسوية بالليزر، وكذلك استخدام الأساليب الزراعية الحديثة والذكية مناخياً واستنباط الأصناف الزراعية المقاومة للجفاف، وحجز الكربون العضوي الذي أدى إلى الاحتباس الحراري، وعدم الفلاحات المستمرة التي تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.
وبالنسبة لتقلبات المناخ هذا العام، لفت الشحادات إلى أنها أثرت بشكل سلبي في الإنتاج الزراعي بنسبة تصل حتى ٣٠٪، ومن الأمثلة أنها أثرت في انخفاض نسبة عقد أزهار الأشجار وأدت إلى فشل العقد، ولاسيما في الجارنك والإجاص وبعض أصناف اللوزيات، إضافة إلى قلة إنتاج محاصيل الخضار مثل الخيار والكوسا، وكذلك انخفاض إنتاجية البطاطا لكثرة انتشار الأمراض نتيجة الظروف الجوية.