كيف نطور مهارة القراءة السريعة لدى أبنائنا؟

تعدّ القراءة السريعة من أبرز المهارات التي يجب أن يتعود عليها أبناؤنا في مراحل طفولتهم المبكرة، لأنها من التمرينات الأساسية التي يجب أن يتقنها التلميذ في جميع مراحل حياته، مواكباً من خلالها الكم الهائل من المعارف والمعلومات المتجددة يومياً.
تقول أريج طالبة في الصف الثامن إنها تتدرب على مهارة القراءة السريعة، لأنها تمكنها من القراءة بسرعة مع القدرة على الفهم والاستيعاب لكل ما تقرؤه، وتالياً تحصل على أكبر قدر ممكن من العلم والمعلومات في وقت قصير، وعن كيفية تعلمها قالت: في البداية يجب أن يتم التمرين على اللفظ الصحيح ومراعاة الأحرف، ثم بالتدريج تبدأ مهارة القراءة السريعة مع المحافظة على مخارج الحروف قدر الإمكان.
بدورها المعلمة نجاح -اختصاص لغة عربية- بيّنت أن القراءة السريعة تزيد من فرص التركيز والفهم لدى الطلاب، بحيث يتمكن الشخص بمرور الوقت من ممارسة هذه المهارة مع الدقة والتركيز والفهم الكامل لما يقرأ، وتسهم في تعزيز حبِّ الطالب للقراءة والمطالعة، وهذا يسهم في زيادة عدد الكتب التي يقرؤها سنوياً، وتتاح عندها الفرصة له لأن يشارك في ماراثونات القراءة التي تقيمها وزارة التربية بشكل متواصل.
د.نسرين عبيد- كلية الآداب قسم اللغة العربية-جامعة دمشق، بيّنت أن القراءة السريعة نمط من القراءة نفسها، ولكنها تعمل على اختصار الوقت والجهد، وتحقق أكبر عدد من قراءة الكتب بأقل وقت، وهذه التقنية تقوم على تقليل زمن الوقفات بين الكلمات، وتعتمد قدرات الذاكرة البشرية المدهشة وسيلة لها.
أما عن أهمية اللغة العربية فبيّنت د. عبيد : كأهميتها بالنسبة إلى أي لغة تسعى إلى مواكبة التطور والتقدم والحضارة، لكنها تكتسب أهمية خاصة مع العربية من منطلق عالمية اللغة العربية، وكثرة عدد الناطقين بها والمحتاجين إليها سواء أكانوا عرباً أو من غير العرب، ولاسيما مع كثرة الكتب التي كتبت بالعربية، ورغبة القارئ بالحصول على أكبر كمٍّ ونوع من الكلمات بأقل وقت و جهد، كما أنها تنمّي قدرات ومهارات الفرد الذهنية، وتمنحه القدرة على التركيز، فتدريب العقل واكتساب المعلومات بشكل سريع سيعزز من نشاط العقل والذاكرة معاً، إضافة إلى زيادة القدرة على التركيز، وذلك لأن هذا النمط من القراءة يحفز العقل على التركيز بسرعة لأخذ أكبر قدر ممكن من المعلومات، وهذا لا يمكن أن نجده في القراءة التقليدية. فعندما يدرك الشخص أن بإمكانه قراءة الكثير خلال وقت قصير، سوف تفتح أمامه أبواب المعرفة لينهل منها بكل سهولة، إضافة إلى تحصيل كمية من المعلومات في وقت قصير.
بقي أن نذكر أنه مؤخراً نظمت دار الفكر بالتعاون مع وزارة التربية مهرجاناً ثقافياً تحت شعار (جيل يقرأ .. جيل يبني) وتضمن تكريم الفائزين بمسابقتها للقراءة والإبداع، والمتميزين في الخط واللغة الفصحى، حيث أكد د. دارم الطباع وزير التربية خلال التكريم أهمية التفكير والقراءة والتعليم، وأن تسعين في المئة من المخزون الثقافي يتكون لدى الإنسان في مرحلة الطفولة عندما يقرأ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار