ارتفاع أسعار الطاقة يضع أوروبا في مواجهة وضع كارثي

تضع العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس، إمدادات الوقود في أوروبا -التي هي بالفعل في خضم أزمة طاقة- في خطر كبير، إذ تعتمد القارة على روسيا في أكثر من 40 بالمئة من إمداداتها من الغاز، وتقوم بتصديره إلى الدول الأوروبية عبر عدة مسارات منها أوكرانيا، وأدى انخفاض مخزونات الوقود العام الماضي إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، إذ قفزت أسعار الغاز في أوروبا خلال تعاملات اليوم بنحو 35 بالمئة بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا ليتجاوز سعر العقود الآجلة للغاز مستوى 1400 دولار لكل ألف متر مكعب.
كبير اقتصاديي الطاقة هانز فان كليف في «بنك ابن أمرو ان.في»، يقول: «ستعتمد الصورة الأكبر بقوة على كيفية استجابة أوروبا والولايات المتحدة»، وهل ستفرض عقوبات على قطاع النفط والغاز أم لا؟ مضيفاً: إذا نجا هذا القطاع، فقد يفقد الانتعاش زخمه قريباً».
وقفزت أسعار خام برنت فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 وسط التطورات الأخيرة.
فيما قالت الباحثة البارزة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا، في إشارة إلى شبكة الرسائل التي تستخدمها البنوك: «إذا قرر الغرب قطع روسيا عن نظام سويفت، فإن مدفوعات إمدادات الغاز الروسي ستصبح مستحيلة».
وأضافت: هذا سيكون سبباً لظروف تعاقدية قاهرة تؤدي إلى توقف الإمدادات، مع عواقب وخيمة على المستهلكين الأوروبيين من منظور التوافر المادي ومنظور الأسعار».
وتوقع المحللون في غولدمان ساكس، وود ماكينزي، وريستاد إنرجي، أن تستمر الأسعار المرتفعة خلال هذا العام بسبب عجز الوقود المستخدم في توليد الطاقة والصناعة والتدفئة.
وارتفعت العقود الآجلة القياسية للغاز الهولندي إلى 125 يورو للميغاواط/ ساعة، وتم تداولها بارتفاع 28% عند 114 يورو للميغاواط/ ساعة بحلول الساعة 8:38 صباحاً في أمستردام.
ووصلت أسعار الطاقة الألمانية لشهر آذار إلى 260 يورو للميغاواط / ساعة، وهو أعلى مستوى منذ 7 كانون الأول.
وكانت ألمانيا قد علقت بالفعل التصديق على خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي سينقل الغاز مباشرة من روسيا إلى أوروبا، كما أضافت الولايات المتحدة يوم أمس المشروع إلى عقوباتها على روسيا.
وتضع الأزمة الروسية– الأوكرانية قارة أوروبا في منافسة مباشرة مع آسيا على الغاز الطبيعي المسال في حالة تعطل شحنات خطوط الأنابيب من روسيا نتيجة للأزمة.
من جانبها، قالت شركة غاز بروم الروسية، اليوم إن شحناتها إلى أوروبا عبر أوكرانيا تسير كالمعتاد.
وحذرت المحللة الرئيسية لأبحاث الغاز في أوروبا كاترينا فيليبينكو، في مذكرة لها: أنه «في حالة الاضطراب المطول، لا يمكن إعادة بناء مخزون الغاز خلال الصيف» وستواجه أوروبا وضعاً كارثياً حيث يقترب تخزين الغاز من الصفر في الشتاء المقبل، وستكون الأسعار مرتفعة للغاية»، مضيفة: المصانع ستضطر للإغلاق، ويتصاعد التضخم، كما يمكن لأزمة الطاقة الأوروبية أن تؤدي إلى ركود عالمي.
وعلى الرغم من ذلك كان وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف قد أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن روسيا تهدف إلى إبقاء إمداداتها من الغاز في الخارج من دون انقطاع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار