نتائج واعدة بمستلزمات بسيطة.. “الكومبوست” العضوي بديل الأسمدة الكيميائية عالية التكاليف
لاقى مشروع السماد العضوي “الكومبوست” الذي أطلقته مديرية الزراعة في درعا بالتعاون مع منظمة الفاو ترحيباً من المزارعين وذلك بالنظر إلى نتائجه المتوقعة والتي يمكن أن تقلل من اعتمادهم على الأسمدة الكيميائية باهظة الثمن، فضلاً عن سهولة إعداد هذا السماد العضوي ومستلزماته البسيطة.
بدأ مشروع” الكمبوست” في درعا بعد إتمام مشروع الشتول بالأنفاق المنخفضة في المحافظة والذي شمل 17 قرية، حيث أطلقت مديرية الزراعة مشروع السماد العضوي وكانت البداية بتدريب المزارعين على إنتاجه واستخدامه لزراعة البذور من دون الحاجة إلى شراء مادة التورب وكذلك إمكانية استخدامه لتسميد أرض المزرعة إضافة إلى توفير المعدات اللازمة للتصنيع.
وحسبما بيّن مدير الزراعة في درعا المهندس بسام الحشيش فإن فكرة إنتاج “الكومبوست” تقوم على أساس استخدام مخلفات المزرعة من بقايا تقليم وأعشاب خضراء وجافه والمخلفات الحيوانية، حيث تم في البداية تعريف المزارعين عبر دورات تدريبية على طريقة تركيب الخلطة والنسب الموضوعة من بقايا المحاصيل اليابسة والخضراء وأسمدة عضوية وكيفية وضعها في أقفاص شبكية وتغطيتها مدة ثلاثة أشهر للحصول على مادة الكومبوست واستخدامها كمادة سمادية للأراضي ما يوفر تكاليف كبيرة على المزارع.
وأشار الحشيش إلى أنه تم تقديم المعدات اللازمة لعملية الإنتاج وتشمل “فرامات وبيتاً شبكياً وأدوات حقلية” بالتعاون مع منظمة الفاو بالإضافة للدعم الفني من مديرية الزراعة، وقد شمل هذا المشروع حتى الآن خمس قرى وهي “نامر والشيخ مسكين والفقيع واليادودة ومساكن جلين”، مشيراً إلى أن إنتاج الكومبوست في هذا المشروع يتم من دون إضافات كيميائية ما يجعله آمناً إضافة إلى غناه بالعناصر الكيميائية وتحسين خواص التربة فيزيائياً بشكل كبير، فضلاً عن مساهماته في التخلص من بقايا القص والتقليم والأعشاب بطريقة آمنة عوضاً عن عمليات الحرق التي تضر بالتربة.
بدوره أشار أحد المزارعين المشاركين في المشروع إلى أن فكرة إنتاج الكومبوست تعتمد مبدأ التخمير للخليط المكون من بقايا المحاصيل الزراعية (بقايا تقليم الأشجار والحشائش ومادة التبن وغيرها) بعد فرمها وخلطها بالمخلفات الحيوانية بالمقادير المطلوبة وتركها تتخمر مدة ثلاثة شهور وهي مدة كافية للتخلص من البكتريا الضارة الموجودة في المخلفات الحيوانية، ما يجعلها آمنة ومفيدة للتربة، معرباً أن أمله في يساهم المشروع في التقليل من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية التي تترك آثارها على التربة وأيضاً أثرها المتبقي على المزروعات، ناهيك بأسعارها الباهظة التي باتت تحد من قدرة الكثيرين على استخدامها.