بعد أن كانت ملاذا للفقراء.. البالة تنافس السوق في أسعارها
على وقع ارتفاع أسعار الألبسة في السوق وغلاء المعيشة وبعد أن كانت البالة ملجأ الفقراء وذوي الدخل المحدود، ارتفعت أسعار البالة لتتماشى مع ارتفاع أسعار سلع ومقتنيات كثيرة لتنافس أسعار سوق الألبسة.
وخلال جولة لـ”تشرين” على بعض أسواق البالة المنتشرة في المدينة ومنها سوق البالة الشعبي في منطقة أوغاريت وبعض المحال على امتداد شارع ٨ آذار والزراعة، يلاحظ وجود سلات مرمية خارج وداخل أغلب المحال تحتوي على مجموعة من الثياب مبعثرة تجد فيها “ما هبّ ودب” من قطع بالية وبعض القطع غاية في النظافة وحتى من الممكن أن تكون جديدة، بالإضافة لألبسة مرتبة في داخل المحال حسب الصنف:« رجالي، بناتي، ولادي» وفي كثير من الأحيان تكون خضعت للكي ولكن القياسات فيها عشوائية.
إحدى السيدات التقتها “تشرين” في سوق أوغاريت قالت: أرتاد السوق بشكل دوري بحثاً عن قطع رخيصة مناسبة لدخلي، لدي أطفال صغار والشراء من السوق بات مستحيلاً بالنسبة لي، وأضافت: من يرغب في شراء قطعة رخيصة وبسعر مقبول يجب أن يكون لديه بال طويل وقدرة على إمضاء وقت بالبحث بين القطع وخاصة في السلات المرمية خارج المحال، التسوق من البالة يحتاج في تفحص نظافة القطعة، غالباً أجد قطعاً مناسبة لي ولأطفالي ولا أشعر بالحرج نهائياً من الشراء من البالة.
وقالت طالبة جامعية: البالة ملاذي الأول والأخير لأجاري الموضة أنا كطالبة جامعة أبحث بشكل دائم عن قطع جديدة لأنافس بها زملائي وعدم قدرتي على الشراء من السوق رغم غلاء سعر البالة إلا أنها تبقى أرخص من السوق، هنا أستطيع شراء أكثر من قطعة بقيمة قطعة واحدة من السوق.
فيما قالت أخرى: أشتري من البالة لأنها تعجبني لا لحاجتي وعدم قدرتي على الشراء من السوق ولكن لجودة البضاعة وغرابتها.
أحد أصحاب محال البالة في سوق أوغاريت قال: يتم تسعير البالة أولاً حسب جودة البالة مع مراعاة أجرة التوصيل طبعاً والتي هي مرتفعة جداً، وأضاف: تأتي البالة “شوالات ورصات” حسب المصدر ويختلف سعرها حسب جودة البضاعة معتبراً أن سعرها حالياً ارتفع للضعفين وأكثر عن الفترة الماضية عازياً ارتفاع سعر أغلب قطع البالة لغلاء أجرة النقل.
وأضاف: زبائن البالة غير محددين فنجد الغني والفقير ويزيد الإقبال في بداية الشهر عند قبض الموظفين رواتبهم، وبيّن أن السلات في المحال ليست بضاعة كاسدة وإنما بضائع كانت مرتبة داخل المحال وخضعت للتنزيلات.
ويتراوح أسعار البلوز حالياً بين ٥٠٠٠ و١٥٠٠٠، البنطال بين ١٠٠٠٠ إلى ٢٥٠٠٠ والجاكيت بين ١٠٠٠٠ إلى ٢٥٠٠٠، الأحذية بين ٢٥٠٠٠ إلى فوق الـ١٠٠ ألف.
من جهتها، قالت إحدى أصحاب المحال: الأسعار مرتفعة جداً عن الشهور التي مضت وتختلف حسب نمرة البضاعة، وهي من الأنواع المقبولة، أما النمر الباقية فأرخص بقليل لكن ليست مرغوبة بالنسبة لمحلنا ولا نتعامل بها مع زبائننا، وأضافت: ما يرفع سعر بضاعة البالة هو ارتفاع أجور النقل وفرق العملة، وتتم عملية الشراء من التاجر إذ يفتح شوالات نمر نختار نمطاً ونمرة معينة ونطلبها.
وأضافت: أرخص قطع لدينا بالمحل بـ٨ آلاف ليرة ويصل سعر جاكيت الفرو لأكثر من ١٠٠ ألف، سابقاً كانت تتواجد قطع بـ٥٠٠ ليرة حالياً القطع نفسها وصلت لـ٥٠٠٠ ليرة، وبينت أن قطع السلات هي نهاية كيس أخذ منه القطع “التوب” ووضعت على أنها تنزيلات، وفي نهاية الموسم يتم عرض بعض القطع بالتنزيلات والبقية يتم الاحتفاظ بها للموسم المقبل.
من جهته صاحب أحد محال البالة المشهورة قال: بضاعتي معروفة وزبائني من الطبقة الغنية ممن يبحثون عن الماركات المشهورة، أعتبر قطعي غريبة ولافتة للنظر أما بالنسبة للأسعار لدي فيعدّها البعض مرتفعة إلا أنها مناسبة بالنسبة لجمالية القطعة.
رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك رائد عجيب قال: لا تتم محاسبة محال بيع البالة إلا عن عدم الإعلان عن الأسعار، مضيفاً: لا توجد لدينا قيود ثابتة لها، وإذا وردتنا شكوى نحاسب عليها.