هل تراجع إنتاجنا الزراعي متوقف على إنشاء الخرائط الزراعية ؟
لا تتوقف مشكلة تراجع إنتاجنا الزراعي على غياب الخريطة الزراعية وخريطة استعمالات الأراضي ، وانما بمدى توافر مقوماتها وأسس نجاحها من خلال دعم المزارعين وإيجاد جهات وشركات تسويقيه ، بدليل لم يكن لدينا خرائط زراعية ولا خرائط استعمالات الأراضي طوال العشرين السنة الماضية ومع ذلك كان الإنتاج وفيراً والغلال بيادر وكنا من مصدري القمح والقطن ومنتجي الذرة الصفراء والشعير .
اليوم تعكف الهيئة العامة للبحوث الزراعية على تصنيف تربة المحافظات بهدف تحديد مقدرتها الإنتاجية وبالتالي وضع خرائط لتصنيف وتحديد ماهية التربة ، فضلاً عن وضع خريطة استعمالات الأراضي و خريطة أخرى للاستعمالات المثلى وفقاً لحديث الدكتور منهل الزعبي الخبير والمختص في الشؤون الزراعية بالهيئة العامة للبحوث الزراعية لصحيفة تشرين .
ويتابع قائلاً: إن الهدف الأساسي من كل ذلك هو التخطيط الزراعي السليم لكل الزراعات وفقاً لهذه الخرائط .
موضحاً بأن الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية قسم الموارد الطبيعية قد أنهى قبل أسبوعين من الآن خريطة تصنيف الأراضي في مجال محافظة حماة .
ويتم حالياً العمل على بقية المحافظات بهدف الوصول إلى خريطة تصنيف لكامل مساحة سورية .
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن مؤداه ماذا بعد ذلك وما هي النتائج التي يعول عليها ، أليس لدينا دليل لتصنيف الأراضي منذ سنوات كمنطقة استقرار أولى وثانية وثالثة ورابعة وهكذا ، أم هذه المرة وفقاً لنظام التصنيف الأمريكي كما تقول البحوث العلمية الزراعية ؟
ثم أليس لدينا مخبر لتحليل التربة لمعرفة عناصرها وتبيان مدى تواجد هذه العناصر ومدى فقر وشح هذه التربة وماذا يلائمها من محاصيل كمخبر محافظة حماة ، فهناك مساحات زراعية شاسعة يتم تبويرها سنوياً ، فالمسألة لم تتوقف على إنشاء الخرائط وإنما على توفير المستلزمات وتحفيز الزراعين فقط .