ثلاثة اتصالات متوالية جرت بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس جو بايدن وفي فترات متقاربة خلال الأسابيع الماضية، والموضوع واحد وهو بحث الأزمة الأوكرانية، وفيما ينفي الرئيس بوتين في كل مرة وبشدة وجود نية لدى روسيا لغزو أوكرانيا ويؤكد عدم وجود خطة روسية في هذا الاتجاه أيضاً، يصرّ ويكرر الرئيس بايدن أن موسكو ستدفع ثمناً باهظاً إذا هي غزت أوكرانيا، وبالتوازي تصعّد وسائل الإعلام الغربية والأمريكية من نبرتها وتقرع طبول الحرب والزعم بأن الحرب وشيكة وهي واقعة في أي وقت وراح بعضها إلى تحديد اليوم وساعة الصفر للهجوم الروسي على أوكرانيا .
وزيادة في التأجيج وصب الزيت على النار قامت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب بعض دبلوماسييها من كييف وحرّضت العواصم الأوروبية على فعل الشيء ذاته وشحنت الأجواء وعملت على افتعال اندلاع الحرب في أي لحظة من خلال هستيريا إعلامية غير مسبوقة محورها التأليب ضد روسيا وإظهارها بمظهر المعتدي وتلفيق أخبار عن تحشيدها للحرب وعدم أخذها بالاعتبار نفيها المستمر بأنها لا تنوي غزو أوكرانيا وتبين أنها حملة ممنهجة ومخطط لها ضد موسكو .
والمفارقة الغريبة أن الحكومة الأوكرانية المعنية تحديداً بالأمر وأكثر من أي جهة أخرى تنفي وجود مؤشرات على نوايا روسيا بالغزو حتى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلب دلائل على وجود توجه روسي نحو الغزو في ردٍّ على مانشره موقع بلومبرغ الأمريكي الذي حدد يوم السادس عشر من شباط الجاري موعداً لقيام الجيش الروسي بغزو أوكرانيا فضلاً عن أن الحياة في العاصمة كييف وبقية المدن الأوكرانية تسير بشكل طبيعي ولا مظاهر لأجواء حرب وشيكة هناك والناس في أوكرانيا يعيشون حياتهم العادية .
والسؤال: هل تريد واشنطن فرض الحرب على روسيا وأوكرانيا ، كما فعلت في غزوها للعراق عندما أطلقت هيجاناً إعلامياً غير مسبوق أيضاً بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وقدم وزير خارجيتها السابق آنذاك كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي دلائل ومعلومات مزيفة اعترف هو نفسه بعد الغزو بأنها كانت مفبركة ومختلقة وأن قرار الغزو كان متخذاً مسبقاً وبذلك فرضت واشنطن الغزو بناء على معومات كاذبة تماماً وهي تريد اليوم إشعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا ووقودها شعبا البلدين ودورها يتمثل بضخ ترسانة من الأسلحة إلى أوكرانيا لإيقاع المزيد من الدمار والقتل في البلدين .
tu.saqr@gmail.com