للتذكير.. ليس إلّا
للمرة الأولى أسير في وادي السايح بحمص المدمرة بيوته كلياً بفعل الإرهاب والمؤلم أن ترى حجم الدمار الذي تعرض له ذلك الحي الجميل وكنا نتعاطف معه قبل الأزمة حين تغمره السيول بعد أن تعجز شبكة الصرف الصحي عن استيعاب ذلك الكم الكبير من المياه فتغمر بيوتاً كثيرة فيه، والمؤلم أيضاً تذكر الوعود الرسمية بعد خروج المسلحين من حمص القديمة وعقد ندوات كان أهمها “حمص من الدمار إلى إعادة الإعمار” لم تثمر أيضاً سوى مزيد من الأمل المؤجل بأن المدينة التي تلقت الضربة الأولى من الإرهاب الممنهج الذي كان يهدف إلى اقتلاع جذور إرثها التاريخي وعصور كانت تعبق بروح المسامحة والإخاء سوف تعود بفضل إعادة الإعمار أجمل مما كانت ،وأياً تكن الصورة جميلة التي حاول مسؤولون سابقون أن يطبعوها في أذهان الحاضرين فإنها تظل مجرد حكايات ما فتئنا نستمع إليها، وسوف يكون لزاماً أن نشهد بدء انطلاق إعادة الإعمار في مدينة غسلت ثوبها من دنس الإرهاب، ذاك الذي حوّل الكثير من أحيائها إلى خرائب عصية على الترميم أو إعادة التأهيل، حينها استمعنا إلى أحاديث تتعلق بعملية التخطيط الإقليمي وإسناد تنفيذ المشاريع للجهات العامة والإشراف على عمل نقابتي المهندسين والمقاولين وعلى عمل الشركات الإنشائية الخاصة والمشتركة وتأمين كل مستلزمات خطط التنمية العمرانية وتطوير المجمعات السكنية ومعالجة كل الأمور المتعلقة بالإسكان والمساهمة بعملية إعادة الإعمار وإعادة بناء المناطق السكنية المتضررة !!.
قالوا حينها إنهم يعملون على تقييم المخططات التنظيمية بما يتناسب مع عملية استيعاب السكان وإزالة آثار العدوان الإرهابي و تحديث المخططات والتطوير العمراني لمناطق السكن العشوائي وأن العمل في الفترة القادمة سيكون شاملاً لكل مناطق هذه المدينة .
ما أوردناه سالفاً كان من بعض الوعود للمدينة الجميلة المتضررة بشدة وهي تحتاج إمكانات مادية كبيرة تعيد إليها بعض ألقها .