الحق على المواطن!
تعتريني الدهشة من جاري أبو أسعد «النقاق» لسببين اثنين: الأول هو أنه لا يكلّ ولا يملّ من «النق»، وثانياً ذاكرته التي لم يثقبها هول الأحداث ولا حتى رصاص الإرهاب طوال سنواته التي قاربت الإحدى عشرة مع قرب ذكرى انطلاقة شرارته المشؤومة .
ومن خلال السرد المطول لقصة مترو دمشق قال لي: «والله يا جار، ما عم تخرط مشطي أنو سعر تذكرة النقل بالمترو التي ساقتها محافظة دمشق المقدرة بخمسة آلاف ليرة» على أنها مرتفعة على المواطن الغلبان «وما بيقدر يمشي المترو ويربح صاحب المشروع» خاصة أن تكلفة إنشاء المشروع مرتفعة، وصار الحق على المواطن بتعطيل المشروع!
واستطرد «النقاق» قائلاً: «عشرون سنة مضت على طرح المشروع وعشرات الدراسات ومئات الاجتماعات مع وفود شرقية وغربية وأوروبية وعربية وأشكال وألوان وتصورات ودراسات للخطوط من الخط الأحمر للخط الأصفر مروراً بالخطين الأزرق والأخضر لربط العاصمة بالريف وعشرات المؤتمرات الصحفية حينها التي خرجت بالإعلان عن المشروع قبل الحرب على سورية وفي زمن الرفاه ولم تشفع لمشروع مترو دمشق بأن يرى النور.. ألم تفطن الجماعة لتنفيذ المشروع إلا في هذه الأوقات العصيبة». والأنكى من ذلك «بيطلع» الحق على المواطن نتيجة ضعف قدرته الشرائية التي تمنعه من التمتع بنقل وتنقل مريح يجعله يتجاوز صعوبات النقل الخانقة.
وأردف جاري «النقاق» يقول: نستطيع أن نستنتج من ذلك أن الكثير من المشروعات الخدمية والتنموية متعثرة لعدم قدرة المواطن على شراء خدماتها لكونه مصاباً بعجز!؟
لا يروح تفكيركم لبعيد في مسألة العجز! فالنمو السكاني مازال بخير ومن أعلى المعدلات، لذلك تسعى الإدارات والهيئات الحكومية إلى تقليص هذه النسبة بتوزيعها على شتى بقاع المعمورة «بالعربي عن طريق الهجرة»!
«كأنو خيال جاري شطح لبعيد عن المترو فعاد وقال: الحل لإنشاء المترو يكمن برفع مستوى الأجور والرواتب لمستوى المترو المتعثر والمشاريع الأخرى حتى تمشي.. والله من وراء القصد والمترووووو»!.