انتعاش سوق المدافئ مع قسوة الظروف الجوية في اللاذقية

بالتزامن مع اشتداد برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وعدم توفر الكهرباء للتدفئة عاد سوق المدافئ للانتعاش والحركة بشكل ملحوظ بالرغم من انخفاض الإقبال في بداية الموسم وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها، ورغم أن أهالي المدينة الساحلية قلما يعتمدون على شراء المدافئ، فالجو غالباً يعتبر مقبولاً ويعتمد الغالبية على التدفئة من خلال منقل تراثي نحاس يوضع فيه بعض الفحم الكسارة والعرجوم إلا أنهم لجؤوا لشراء المدافئ مؤخراً وهو ما بدا واضحاً خلال جولة ل”تشرين ” على بعض المحال المتفرقة في سوق أوغاريت والقوتلي وغيرها.

وقال عدد من أصحاب المحال ل”تشرين” إن الحركة زادت بشكل ملحوظ في السوق مؤخراً إلا أن الإقبال بدا واضحاً على المدافئ التي تعمل على الحطب ويعتبر سعرها مقبولاً نوعاً ما ويعتمد عليها غالبية سكان الريف في التدفئة، كما أصبح يعتمد عليها أهل المدينة، فالحطب متوافر رغم غلاء سعره.

وأضاف بائع آخر : الإقبال كبير على مدافئ المازوت وخاصة خلال الفترة الماضية، وأتوقع أن سبب انتعاشه هو توزيع كافة المخصصات للأهالي والسماح بشراء المازوت الحر ، مع العزوف عن شراء مدافئ الكهرباء من قبل أهل المدينة.
إحدى السيدات قالت ل “تشرين”: نشتري كل عام مدفأة بحسب المادة المتوافرة لتشغيلها بداية كان لدي مدفأة كهربائية الآن هي قطعة أثرية في منزلي ومدفأة الغاز أيضاً، فالغاز غير متوافر بشكل دائم والمدفأة تحتاج لتغيير الجرة خلال مدة قصيرة والآن قمت بشراء مدفأة مازوت وهو المتوافر حالياً.
وقالت أخرى لديها أطفال صغار : إن البرد الشديد وعدم توفر الكهرباء اضطرني لشراء مدفأة المازوت، فهي آمنة نوعاً ما رغم غلاء سعرها .

أسعار المدافئ لم تختلف كثيراً من بداية الموسم وحتى الآن، إلا أنها ما زالت مرتفعة ويتراوح سعر مدفأة الكهرباء بين (٥٠ و ٧٥) ألف ليرة من الحجم الصغير، وبين (١٧٥ و ٢٥٠ ) ألف ليرة المقاس الكبير ويختلف بحسب النوع وعدد الشمعات، بينما يتراوح سعر مدفأة الغاز بين( ٢٥٠ إلى ٣٥٠ ) ألف ليرة ويصل سعر مدفأة المازوت من المقاس الصغير والنوعية العادية ل٣٠٠ ألف ومع الأنواع المختلفة وصل سعرها لمليون ونصف للنوعية الممتازة.

من جهته بيّن رئيس دائرة حماية المستهلك رائد عجيب أنه يتم تسيير دوريات بشكل يومي على الأسواق بكافة قطاعاته لضبط السوق، حيث يتم التدقيق في الجولات التفتيشية على بيان التكلفة إذا كان مصنعاً أو الفاتورة. حيث إن هناك هامش ربح مسموحاً به للتاجر ومن يتجاوزه يتم تنظيم ضبط مناسب بحقه، مشيراً إلى أن نوعية ومواصفات المدفأة لها دور كبير في تحديد سعرها.