«رحلة الحظ» والأمل بالعمل!
اكتظت مدرجات مسرح القباني وشُغلت عن آخرها في اليوم الثاني لمهرجان مسرح الطفل الذي ترعاه وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا، حيث قدمت مسرحية «رحلة الحظ» للمخرج عبد السلام بدوي في عرضها الأول مساء أمس.
النص المأخوذ عن مسلسل للأطفال كتبه نور الدين الهاشمي, ويحمل العنوان ذاته:«رحلة الحظ», وفيها يقرر الحداد حسان “زهير البقاعي” إغلاق دكان الحدادة والتفرغ لرحلة أحلامه إلى أرض الأحلام فوق حمار الحظ الذي وعده به المحتال «بطيخة», وقام بدوره الممثل “محمد سالم” بعد أن أوهمه بأن حمار الحظ النادر كلفه ألفاً من الدنانير, وأجبره على توقيع صك دين بالمبلغ الكبير، ليرسله بعدها في رحلة وهمية إلى نصّاب آخر أجبره على العمل تحت إمرته من دون مقابل، بحجة أنه يجب صناعة أقفاص للجان، ليستطيع تحصيل «طاقية الإخفاء» و«الدجاجة التي تبيض ذهباً»، ولكن مع عدم اختفائه يكتشف حسّان المكيدة التي أوقعه فيها «بطيخة», وتحاول زوجته والعامل في دكانه إخراجه من ورطة الدين باحتيال مماثل على الساحر ومعاونه “نملة”، ليعود بعدها حسان إلى عمله مقتنعاً بأن العمل هو الطريق الوحيد والسليم لتحقيق أي حلم أو أمل، بعيداً عن أوهام السفر إلى أماكن مجهولة.
العمل بدا مرتبكاً في عرضه الأول، من حيث تحريك الديكور، الذي كان عبارة عن بعض الحيطان الموزعة على جانبي الخشبة تحمل رسوم أزهار و ورود، والديكور على بساطته أظهرَ أثناء العرض العاملين خلف الكواليس للجمهور، فيما تكاملت العناصر الأخرى بشكل أفضل من حيث الألبسة والمكياج والموسيقا والإضاءة لتتضافر مع احترافية عالية للممثلين وتساهم في إنجاح العرض وإيصاله بسلاسة إلى الأطفال.
ولعل الارتباك الذي حدث جاء بسبب عدد الأطفال الكبير، الذين ضاقت بهم خشبة القباني واتسعت لهم قلوب فريق العمل، فأبدوا تفهماً وسعةَ صدرٍ وقلبٍ كبيرين احتضنت كل الأطفال حتى من تطفّل منهم بالجلوس على الخشبة أو سحب طاقية الساحر أثناء جلوسه في الزاوية أو التعليق صراخاً أثناء العرض، إلى جانب الوقوف في الخارج لساعة أخرى وأخذ اللقطات التذكارية مع من شاء من الأطفال بابتسامة ومحبة لا يمكننا إلاّ أن نحيّيها.
عبد السلام بدوي قال عن رحلة حظه: “أحاول أن أشتغل في أعمالي على تكامل عناصر العرض بحيث لا يطغى شيء على حساب آخر، لكنني متحيّز إلى المشهد البصري، فهذه العناصر البصرية هي التي تجذب الطفل وتقدم له المتعة، ومسرح الطفل هو مزيج من الفائدة والمتعة، فإذا لم نحقق شرط المتعة لن تصل الفائدة المرجوة، كما حاولت أن أحقق خاصية المسرح التفاعلي، بحيث يشارك الأطفالُ الممثلينَ العرضَ، وكان لدينا مشهد تفاعلي اضطررنا إلى اختصاره بسبب اكتظاظ المدرجات، ولكننا سنقدمه في العروض القادمة بعد انتهاء المهرجان”.
ويضيف بدوي: “بذلت جهدي في التركيز على «كركترات» الممثلين (شخصياتهم) بالطريقة التي تُظهر مغزى القصة، واعتقد أني نجحت ولو بنسبة 70% لأن الأطفال أظهروا فهماً للعبة التي يحاول الساحر “بطيخة” إيقاع “حسان” بها منذ الدقيقة الأولى، وتفاعلوا معها بشكل رائع.
يذكر أن العمل من تمثيل: زهير البقاعي، رولا طهماز، خوشناف ظاظا، عبد السلام بدوي، محمد سالم، ناصر الشلبي، أنس الحاج، وعبير بيطار. ديكور: كنان جود، والتأليف الموسيقي لأيمن زرقان، وأزياء ريم الماغوط، والمكياج لإنجي سلامة، وتنفيذ الصوت لفؤاد عضيمي، والإضاءة لإياد العساودة.
والعرض مستمر إلى ما بعد انتهاء المهرجان يومياً تمام الرابعة مساءً على خشبة مسرح القباني في دمشق.