دور الأهل في حماية أبنائهم من إدمان الألعاب الإلكترونية

تطور تكنولوجي متسارع، وانفتاح رهيب بتنا نشهده اليوم، فالطفل الصغير يملك هاتفاً محمولاً يتصفح من خلاله كل المواقع، ويحمل مختلف الألعاب الإلكترونية التي يرغب اللعب بها.
ليست هذه المشكلة، إنما هي في ظل غياب رقابة الأهل على هذه الأجهزة، وضرورة مراقبة الألعاب الإلكترونية التي يلعب بها أبناؤهم، قبل أن يصلوا إلى مرحلة الإدمان التي من الصعب معالجتها فيما بعد.
السيدة علياء أم لثلاثة أبناء وموظفة أيضاً تقول: الألعاب الإلكترونية لم تعد للتسلية أو الترويح عن النفس، بل أصبحت بوابة عبور للكثير من المواقع ؛ مضيفة: مع انشغال معظم الأهالي بسبب وظائفهم خارج المنزل علينا أن نعترف بأنه لم تعد هناك مراقبة؛ فكثير منا يترك الهاتف المحمول مع ابنه لأجل الاطمئنان عنه، لكن ما نلاحظه أن الألعابَ الإلكترونية تصيب أبناءنا بأمراض نفسية، وتجعلهم يتصرفون بعدوانية شديدة ويمارسون سلوكيات غريبة لم تكن موجودة في مجتمعاتنا.
الاستشارية التربوية ربى ناصر بينت لـ«تشرين»: مع التطور التكنولوجي ازداد استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية، نظراً لما تحتويه من تأثيرات بصرية وسمعية وحسية متنوعة، فإضافة إلى اقتناعهم التام بأن هذه الألعاب توفّر لهم التسلية والمرح، لكنها في حقيقة الأمر تتّسم بالخطورة القصوى في حالة الإفراط باستخدامها، من دون الشروط والضوابط المحددة، فالكثير منها مستوحى من الحروب، الأمر الذي يترك أثراً نفسياً وسلوكاً عدوانياً سيئاً عند الأطفال والمراهقين.
وفي هذا السّياق تشير الاختصاصية التربوية إلى أن الألعاب الإلكترونية هي وسيلة ترفيه، للتواصل والتفاعل الاجتماعي مع الأصدقاء والأخوة، إذ كثيراً ما يتم اللعب ضمن إطار اجتماعي متفاعل، فهي تنمّي الذكاء عند الطفل، وتجعله يستجيب لما حوله، وتزيد مستوى التركيز والفهم، وتنمي التفكير بطريقة حلّ المشكلات واتخاذ القرارات وتنمية الوظائف الإدراكية من خلال تطوير هيكل الدماغ وخلق مسارات عصبية جديدة وأجهزة إرسال لتحسين الأداء، وهذا يتضح في الألعاب الفنية والموسيقية.
وبالحديث عن مساوئ إدمان الألعاب الإلكترونية قالت: إن أي شيء ندمن عليه، له سلبيات جسدية ونفسية وسلوكية واجتماعية، فكثيراً ما ينتج عن ممارسة هذه الألعاب التقاعس عن أداء المهام اليومية، وعن دور الأهل في التعامل مع أطفالهم ليتجنبوا مساوئ تلك الألعاب:
بيّنت ناصر أنه من الضروري تهيئة الأجواء لبناء طفل ذكي ومتوازن واجتماعي، إضافة إلى تنظيم أوقات استخدام الألعاب الإلكترونية لدى أطفالهم، ويمكن للبعض أن يقوم بعمل مزامنة لجهازه الإلكتروني مع جهاز ابنه لمراقبة نشاطه والألعاب التي يمارسها.
أما دور الأسرة فيتجلى بالبحث عن بدائل مفيدة، تمكنه من شغل وقت الفراغ، حيث لا يتطلب الأمر سوى تخصيص ساعة لممارسة هذه الألعاب؛ ونبهت الاستشارية التربوية إلى أنه يجب الانتباه لسلوك الطفل أثناء تعامله مع إخوته أو أصدقائه، وفي حال ملاحظة سلوك عدواني متكرر، أو محاولة نفسه يجب علينا استشارة الاختصاصي التربوي والنفسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار