مدير زارعة اللاذقية لـ«تشرين»: 45ألف أسرة تحت رحمة ارتفاع تكاليف إنتاج الحمضيات

تنتشر زراعة الحمضيات على مساحة ٣٣ ألف هكتار من مساحة محافظة اللاذقية، ويعد محصول الحمضيات من المحاصيل الرئيسة في المحافظة إلى جانب الزيتون، وقد بلغ إنتاج الموسم الحالي نحو ٥٦٤ ألف طن.
معاناة متجددة لمزارعي الحمضيات مع كل موسم، تتمثل في عجز التسويق عن مجاراة الإنتاج، خاصة في ظل شح التصدير، إذ يجمع المزارعون الذين التقتهم «تشرين» على تكبدهم أعباءً مادية باهظة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مدللين بارتفاع سعر العبوة البلاستيكية التي تتسع ٧كغ لـ ١٠٠٠ليرة، وارتفاع أجور النقل إلى ٤٠ ألف ليرة لسيارة النقل، إضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة إذ يتقاضى العامل يومياً ١٠ آلاف ليرة، ناهيك ع بعمولة سوق الهال ٧%، وأجور الحراثة وتكلفة السماد التي وصفوها بالباهظة.
وحسب المزارعين، يباع كيلو صنف أبو صرة بين ٤٠٠-٥٥٠ ليرة, وكلمنتينا القشري بـ ٣٠٠ ليرة، أي بثمن التكلفة، وأحياناً بأقل من التكلفة.
مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا قال لـ«تشرين»: يعد محصول الحمضيات أساسياً اقتصادياً واجتماعياً, وهو ثاني محصول في المحافظ بعد الزيتون، إذ يشكل مورداً لـ٤٥ ألف أسرة، مبيناً أن عدد أشجار الحمضيات المثمرة يتجاوز الـ١٠ ملايين شجرة على مساحة تقدر بـ٣٣ هكتاراً.
وأضاف دوبا: من ميزات محصول الحمضيات أنه مديد بنحو ١٠ أشهر، وتعدّ الحمضيات السورية من أفضل مثيلاتها في العالم فهي نظيفة وخالية من الأثر المتبقي وذات نكهة ولون مميز.
بدورها، أوضحت رئيس دائرة الاقتصاد الزراعي في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة ميس شحادة أن تكلفة إنتاج الكيلو من الحمضيات لهذا الموسم تقدّر وسطياً بنحو 340 ليرة بين المجموعات الأربع للحمضيات:«حامض_ برتقال_ يوسفي_ كريفون»، وتشمل تكاليف الإنتاج فقط ويتبعها تكاليف تسويقية بنحو 200 ليره للكيلو, وتشمل عمليات الجني والفرز وثمن العبوات وأجور النقل، وعليه فإن تكلفة إنتاج ١ كغ من الحمضيات تبلغ 540 ليرة وسطياً واصلة إلى سوق الهال.
وأشارت شحادة إلى أن الكميات المسوقة من الحمضيات منذ بداية الموسم وحتى تاريخه نحو 71000 طن عبر منافذ سوق الهال المركزي وسوق رأس العين وبعض مراكز الفرز والتوضيب، إضافة إلى جزء قليل عبر «السورية للتجارة»، مبينة أن الكميات المصدرة إلى العراق والكويت والسعودية عبر بعض مراكز الفرز والتوضيب تقدر بنحو 19000 طن، وأهم الأصناف التي يتم تصديرها هي «أبو صرة وكلمنتينا وليمون حامض».
وعن الصعوبات، أشارت شحادة إلى صعوبات في التسويق الداخلي وأهمها الجني وثمن العبوات وأجور نقل، وصعوبات في التسويق الخارجي أهمها انخفاض كمية الحمضيات ذات الجودة المطلوبة للتصدير، وارتفاع التكاليف التسويقية من جني وفرز وتوضيب ونقل وشحن، مشيرة إلى دعم التسويق الخارجي عن طريق السورية للتجارة.
وحول التسويق الخارجي، قالت شحادة: تم إقرار الدعم لكل من المزارع والمصدر وفق وزارة الاقتصاد ومن خلال هيئة دعم الإنتاج المحلي وتنمية الصادرات بالنسبة للمزارع المعتمدة بمنح المصدر الذي استجر الحمضيات في مركز توضيب معتمد 30 ليرة لكل كيلو ودعم المصدر بـ20 ليرة وقد وافق مجلس الوزراء على منح حوافز إنتاج وتصدير مادة الحمضيات وفق برنامج الاعتمادية لتسويق المادة لغاية 30-5-2022.
بدوره، أوضح رئيس دائرة الأشجار المثمرة المهندس قيس غزال أن ثلث الإنتاج يصنف أصنافاً عصيرية، ولو أنجز مشروع معمل العصائر لتمت الاستفادة من العصير ومادة البيكتين (اللحاء الأبيض الموجود في الثمرة) والذي يبلغ سعر الطن منه آلاف الدولارات، والزيوت العطرية، وكومبوست السماد، مؤكداً أن هناك خسائر فادحة تحصل كل عام وتقدر بمئات مليارات الليرات.
من جهته، أشار رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية حكمت صقر إلى أن الجهات المعنية وعدت بمعالجة وضع الحمضيات ببداية العام القادم.
مدير فرع السورية للتجارة في اللاذقية المهندس سامي هليل بدوره بين أن الحكومة خصصت ٣مليارات ليرة للسورية للتجارة لتسويق الحمضيات وتم تسويق نحو ألف طن حتى تاريخه، مؤكداً أنه يتم تقديم العبوات البلاستيكية وسيارات نقل المحصول من أرض المزارع مجاناً ما يوفر عليه تكاليف العبوات والنقل، إضافة لشراء المحصول بأسعار مجزية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار