«الزراعة» تستورد 15% من احتياجاتنا من بذار البطاطا والباقي للتجار!
أكثر الناس تشاؤماً لم ولن يتوقع أن تحصر وزارة الزراعة المؤسسة العامة لإكثار البذار باستيراد ٢٠٠٠ طن من بذار البطاطا من أصل ما يقارب 13 ألف طن من احتياجاتنا السنوية، في حين استورد التجار أضعاف هذا الرقم. فهذا إن دل على شيء فيدل على أن المعنيين لم يقدروا حاجة مؤسسة الإكثار وحجم الطلبات التي كان المزارعون يريدون الاكتتاب عليها، رغم أن مؤسسة الإكثار كانت ولا تزال منذ إحداثها منتصف السبعينيات وحتى اليوم مصدر ثقة المزارعين يشترون منها كل أنواع البذار بكل ثقة لكونها مؤسسة حكومية تعنى بقضايا البذار شراء وبيعاً، في حين يخشى المزارعون من شراء أي نوع من البذار من التجار وتبقى أيديهم على قلوبهم من يوم زراعة البذرة إلى حين حصادها.
عدد من مزارعي البطاطا في كل من كفر زيتا وحلفايا واللطامنة تساءلوا: لماذا منحت وزارة الزراعة الموافقة للتجار لاستيراد الحيز الأكبر من بذار البطاطا وخصصت المؤسسة العامة لإكثار البذار بـ٢٠٠٠ طن فقط ؟
وفي تصريح لـ«تشرين» يقول مدير فرع إكثار حماة المهندس عبد الغني الأسود: لقد تم تخصيص فرع إكثار حماة بـ٣٨٠ طناً فقط في حين كان العام الماضي ٢٢٠٠ طن، مضيفاً: إن حصة مؤسسة الإكثار هذا العام ٢٠٠٠ طن، لم تصل بعد وستصل مع مطلع الشهر القادم، ليصار إلى زراعتها بدءأ من منتصف الشهر الذي ستصل فيه وحتى مطلع شهر شباط ، لافتاً إلى أن المزارعين غالباً بل دائماً ما يفضلون البذار المستورد عن طريق مؤسسة الإكثار أي القطاع الحكومي، فوزارة الزراعة لها اهتمامها الخاص بالفلاحين والمزارعين.
أحد التجار المستوردين لبذار البطاطا خالد القاسم قال: نعم استوردت بذار بطاطا والكمية التي أريدها، وسأبيعها للمزارعين ومن يريد.
ويبقى السؤال: كيف ولماذا يترك هذا الهامش الكبير من مناورة الأسعار للتجار وتحرم منه مؤسسة الإكثار؟