انتشار ظاهرة التسول في السويداء.. بحصاص: المجتمع المحلي يتحمل المسؤولية أولاً
كثيرة هي الحالات التي تصادفك أثناء مسيرك في شوارع وأحياء السويداء، متسولون منتشرون هنا وهناك، ولاسيما على الطريق الذي يعج بالمطاعم والكافتيريات «طريق قنوات» أو أمام واجهات المحال؛ منهم من يدّعي الجوع، وآخرون يدعون المرض والعوز، هذه الحالة التي تحولت خلال سنوات الحرب إلى «ظاهرة» اكتسحت أزقة المدينة وشوارعها، أعمارهم متفاوتة لا يهمهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف.
الأطفال منهم ملقنون بعبارات وجمل تدمي القلب، مشغِّلهم غالباً الأب أو من يعمل بعمالة الأطفال، ملخص تسولهم على الشكل التالي: يتم تجميع الأطفال وتدريبهم على «الشحادة» ودعمهم بعلب العلكة والبسكويت مع ألبسة ممزقة رثة، وشعر أشعث ويتم نشرهم في الشوارع، ليعودوا نهاية اليوم إلى أهلهم أو الشخص الذي شغّلهم بمبلغ من المال من دون عناء العمل أو التعب.
وفي لقاء مع مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء- سامر بحصاص أكد أن انتشار ظاهرة التسول هي مسؤولية المجتمع المحلي أولاً ولاسيما تسول الأطفال، مطالباً دائرة التعليم الإلزامي بضرورة متابعة كل طفل للحد من تسربه خارج أوقات الدوام، وإبلاغ الشؤون بذلك لمتابعته، وإحداث سجن خاص «بالأحداث» لعدم زجه مع المساجين واكتساب سلوكيات خاطئة، والعمل على ضبط سلوكه وتعزيز القيم الأخلاقية لديه مع وجود متخصصين نفسيين.
وأشار بحصاص إلى عواقب ظاهرة التسول ولاسيما بما يخص الأطفال، لأن التسول سيصل بهم إلى أن يصبح مجرماً أو متعاطياً، ناهيك بالوصول به إلى الانحراف على جميع المستويات الأخلاقية والفكرية والسلوكية، موضحاً أن أهم أسباب انتشار التسول هو الفقر والحصول على المأكل والملبس، والحاجيات اللازمة والضرورية ومن ثم البطالة والإعاقة.
كما لفت مدير الشؤون إلى أنه تم تشكيل لجنة مكافحة التسول مهمتها جمع بيانات أسرية، وإحصاءات والبحث عن المشكلة الحقيقية وراء تمدد هذه الظاهرة، ويؤكد بحصاص أنهم يقومون بتوقيف المتسولين وتوقيعهم على تعهد بعدم العودة إلى التسول، إلا أن معظمهم لا يحمل ما يثبت شخصيتهم لذلك يتم إطلاق سراحهم، أما المتسول الطفل فيتم إيداعه في مقر الرعاية الاجتماعية، ريثما يتم استدعاء ولي أمره، إذ لا يجوز حجزه قانونياً، وبعد التوقيع على تعهد يخلى سبيله ليعود مجدداً لممارسة مهنة التسول.
تصوير: سفيان المفرج