التصحيح فجر جديد لسورية

يمكن القول إن سورية قبل السادس عشر من تشرين الأول عام 1970 ليست كما هي بعدها، فسورية في ظل الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس الرئيس حافظ الأسد بمنجزاتها الباهرة لم تبق سورية قبل التصحيح باضطراباتها وتقلبات السلطة فيها وهي التقلبات التي أدت إلى عدم استقرارها نهضوياً وتنموياً وقبل كل شيء اضطرابها أمنياً وسياسياً.

ومعلوم أن الحياة السياسية في سورية منذ إعلان جلاء الانتداب الفرنسي عام 1946 وخلال خمسة وعشرين عاماً عاشت حالة من التجاذبات الحادة بين القوى الخارجية وسط زحمة من المشاريع والتحالفات والأحلاف الأجنبية لاحتواء دول المنطقة من خلال الاصطفاف إلى جانب هذا الحلف أو ذاك وقد وصف هذه الحالة خير توصيف الكاتب والصحفي البريطاني المعروف باتريك سيل في كتابه الصراع على سورية.

نقول إن سورية كانت طوال ربع قرن تعيش حالة التكالب عليها والصراع للتمكن منها من قبل القوى الاستعمارية القديمة المتمثلة ببريطانيا وفرنسا التي لم تغادر المنطقة بعد استقلال معظم دولها سياسياً حيث سعت إلى ربط هذه الدول وفي المقدمة سورية باتفاقات وأحلاف تكبلها وتجعلها تابعة تبعية شبه مطلقة إلا أن القوى الاستعمارية القديمة البريطانية والفرنسية جرى كنسها من الولايات المتحدة الأمريكية إثر هزيمتها في حرب السويس وفشل العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر ودخلت واشنطن المنطقة بقوة ولكن بقفازات ناعمة وشعارات براقة هذه المرة بمزاعم تحقيق التقدم والرفاهية ووعود معسولة بالمساعدات الاقتصادية لتحقيق التنمية والنهوض وذهب هذا كله أدراج الرياح وذاب الثلج وبان المرج كما يقول المثل ليتبين أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة يخدم جهة واحدة هي كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وإزاء هذا الواقع وتحدياته المريرة وجدت الحركة التصحيحية نفسها في قلب هذه العواصف تخوض معاركها الداخلية والخارجية بقوة جماهير شعبها التي التفت حولها بزخم منقطع النظير منذ اللحظات الأولى لانطلاقتها وشكلت من خلال هذا الالتفاف المذهل وحدة وطنية قوية وجبهة داخلية صلبة أعانت قائد التصحيح الرئيس حافظ الأسد على تحقيق الانتصار في جل المعارك التي خاضها في الخارج والداخل فكان الانتصار في حرب تشرين التحريرية عام 1973 وإسقاط أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وكانت معارك الحرب الأولى على الإرهاب في الداخل التي أسفرت عن القضاء على عصابات الإخوان المسلمين في ثمانينيات القرن الماضي ولم تتوقف في الوقت نفسه عجلة البناء والتنمية عن الدوران وتسارعت الخطا لمزيد من الإنجازات والمكاسب التي حققت نقلات نوعية في حياة السوريين

وبفضل روح التشرينين ورصيد التصحيح المجيد بوجهه السوري المشرق وبقيادة الرئيس بشار الأسد تواصل سورية اليوم كفاحها منذ 10سنوات في مواجهة الحرب العدوانية الكونية التي استخدموا فيها هذه المرة العصابات الإرهابية التكفيرية جيوشاً لإخضاع المنطقة واستطاعت بهذه الروح أن تحقق انتصارات على الإرهاب أدهشت العالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار