اشتكى عددٌ من معلمي ومعلمات تربية دير الزور ما يتكلفونه من مبالغ ماليّة يدفعونها كأجور نقل للوصول للمدارس المُعينين بها في ريف دير الزور الشمالي الواقع تحت سيطرة الدولة السوريّة.
المشتكون أكدوا في حديث لـ” تشرين” أن رواتبهم التي يحصلون عليها لقاء عملهم تذهب نسبة كبيرة منها لقاء أجور وسائل النقل التي يركبونها للوصول إلى مدارسهم ، المعلمة ( ر ، ح ) والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها أكدت أنها تتكبد شهرياً للوصول لمدرستها قرابة 30 ألف ليرة ، ناهيك بالصعوبات التي تواجهها أمام واقع الانتقال للريف المذكور .
معلمٌ آخر أشار إلى حجم المعاناة والتكاليف التي يتكبدها ، فتدمير الجسور الرابطة بين ضفتي نهر الفرات من قبل الاحتلال الأمريكي خلقَ صعوبات كبيرة أمامه ، فالوصول لمناطق الريف الشمالي يتم عبر الجسر الروسي قرب بلدة ” المريعيّة ” ، أو عبر موقعي الطوافات النهرية الأولى الواقعة عند جسر ” حطلة ” والتي أنشأتها محافظة دير الزور العام المنصرم ، و الثانيّة الواقعة قرب الجسر ” المعلق ” وأنشأها الجانب الإيراني عقب تحرير المحافظة من الإرهاب، الأمر يتطلب مبالغ ماليّة تلتهم الراتب الذي لا يُغني ولا يُسمن من جوع .
المُشتكون لفتوا إلى أن هذا الواقع لا يّؤمن سيراً طبيعياً للعمليّة التعليمية بالمحافظة ، فحتى لو جرى غض النظر عما يتكبدونه مالياً رغم أن ذلك في صلب المعاناة في ظل الواقع المعيشي الصعب ، إلا أن أموراً أخرى تبدو أشد وطأةً بالنظر للأعطال التي تُصيب الطوافات النهرية بين فينةً وأخرى وتؤدي إلى توقفها عن العمل أمام أي انخفاض في منسوب النهر نتيجةً سطو النظام التركي على حصة سورية من مياه الفرات، منوهين بأن معاناة المعلمات تبدو أكبر بالنظر لكون أغلبهن متزوجات وهذا الأمر يترك منعكسات سلبيّة على وضعهن العائلي ، وتساءل المشتكون عما سيكون الحل إزاء توقف تلك الطوافات أو الجسر المذكور عن العمل لسببٍ ما كيف سيتسنى لهم العودة إلى منازلهم .
رئيس المجمع التربوي في الريف الشمالي حامد الزغير أوضح في تصريح لـ” تشرين ” أن ما ذكره المشتكون من معلمي ومعلمات مدينة دير الزور المُعينين في مدارس حيي حطلة والحسينيّة وبلدات مراط ومظلوم وخشام و طابية جزيرة ، هو واقع من معاناة لا تنتهي وتزداد بشكل أكبر مع دخول فصل الشتاء ، مُشيراً إلى أن الأمر بحاجة لحلٍ جذري بما يحفظ سير العمليّة التعليميّة بمدارس المجمع ، وفي الوقت ذاته يؤمن وضع الكادر التعليمي ويُخفف عن كاهله حجم المصاريف التي يتكبدها قبالة هذا الواقع .
و بيّن أن المطلوب التعجيل بهذا الحل والذي ينبغي لحظه أو نبقى نستجر المشاكل ، وأعتقد أن مديرية التربيّة ستبادر لوضع الحلول المناسبة .
” تشرين ” تواصلت مع مدير تربية دير الزور جاسم الفريح بخصوص شكوى معلمي ومعلمات الريف الشمالي من أبناء مدينة دير الزور ، وأكد أن مديرية التربيّة ستعمل على حلّ هذه المشكلة التي تتسبب بمنعكسات سلبيّة على العملية التعليميّة .
الفريح أشار إلى أنه من ضمن الحلول المطروحة تأمين وسيلة نقل لغرض إيصالهم لمدارس الريف المذكور ضمن الإمكانات المُتاحة .
قد يعجبك ايضا