سورية ومشروع «الحزام والطريق» الصيني
تترسخ العلاقات بين سورية والصين يوماً بعد يوم وعلى كل الصعد والمستويات، وستترسخ أكثر بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بشار الأسد وشي جين بينغ بتاريخ 5/11/2021، فالدولتان تتعرضان للإرهاب الاقتصادي الأطلسي – الأمريكي والدول التابعة للسياسة الأمريكية، وأكد السيد الرئيس بشار الأسد شكره للصين لمواقفها الإنسانية والمبدئية واستخدامها حق الاعتراض مع روسيا VETO)) على القرارات الأمريكية ضد سورية، ولا ننسى مساعدة الصين في مواجهتنا وباء “كورونا” واستعدادها للمساهمة في إعادة الإعمار والبناء، كما أكدت سورية استعدادها للانضمام إلى مشروع (الحزام والطريق) الصيني الذي يعد تجديداً لمشروع قديم وهو (طريق الحرير) ومعروف بالعلاقات العريقة بين الصين وسورية وستتابع عراقتها أيضاً، وهذا التعاون سيعزز من موقع كل من البلدين على الساحة العالمية، وأكد سيادته أن الصين ترسم معالم اقتصادية جديدة على الساحة العالمية مع كل الدول التي تتعامل معها وعلى قاعدة ( رابح – رابح) بعيداً عن مبدأ الاستقطاب الغربي، وأن سورية تدين العربدة الأمريكية في جنوب شرق آسيا وفي بحر الصين الجنوبي وتضع بصماتها على الساحة العالمية وكأننا نشهد صدق نبوءة (نابليون بونابرت) الفرنسي منذ أكثر من /200/ سنة عندما قال: «اتركوا الصين تنام لأنها عندما تستيقظ، ستهز العالم»، وها هو التنين الصيني ينطلق وبأيدي الصينيين، وتحصد الصين حالياً نتائج عملها بالمثل الصيني الذي يقول: «إذا أردت أن تزرع لسنةٍ فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً»، لكن تعرف الصين أيضاً خبث ولؤم أعدائها ويتجسد هذا في سرقة الاحتلال الأمريكي للموارد السورية بكل أنواعها، وأن مخططات الأعداء لن تتوقف كما يقول المثل الصيني «حتى الثعلب النائم يحصي عدد الدجاج في أحلامه»، لذلك فهي تستعد لكن بهدوء وقناعة بالمستقبل، وأن الصين ستعيد توحيد أرضها كما هو عليه الحال في سورية، خاصة جزيرة (تايوان) التي كانت تابعة للصين حتى سنة /1949/ وتستخدمها أمريكا كخاصرة ضعيفة ضد الصين، كما تستخدم حالياً الجزيرة السورية ضد مصلحة الشعب السوري، وتعرف الصين أن أمريكا تمارس سياسة ( الغموض الاستراتيجي) مع قادة جزيرة تايوان التي يعيش فيها حوالي /24/ مليون إنسان ومساحتها بحدود /36/ ألف كم2، بينما تسعى الصين لإعادتها إلى الأرض الصينية ضمن توجه (الصين الموحدة)، لكن أمريكا تقدم الأسلحة لقيادة تايوان وآخر صفقة أسلحة هي بمبلغ /750/ مليون دولار لكن لم توقع مع تايوان اتفاقية دفاع مشترك، بل تجلى دورها بشكل واضح سنة /1979/ عندما تخلت عنها لمصلحة الصين بهدف تأجيج الصراع مع الاتحاد السوفييتي السابق، هذا يذكرنا بدعم أمريكا للعصابات الانفصالية على الأرض السورية، كما أكدت القيادة الصينية وعلى رأسها الرئيس الصيني على أن تايوان ستعود إلى الصين سواء بالطرق السلميّة أو العمل العسكري وسيتحقق هذا حتى سنة /2027/، كما سيتحقق أيضاً في سورية بتأكيد الشعب والقيادة السورية على عودة الأرض السورية بأكملها إلى سلطة الدولة السورية، كما تعاني الصين من وجود الأسطول السابع الموجود في جنوب شرق آسيا فإن سورية تعاني أيضاً من الأساطيل الأمريكية وعصاباتها الإرهابية، فهل نسعى لتشبيك العلاقات مع الصين لا سيما أننا نعيش لحظات سعيدة بعلاقات قوية دبلوماسية سياسية منذ أكثر من /65/ سنة بين البلدين كما ذكر السيد الرئيس بشار الأسد، فأعداؤنا وأصدقاؤنا أيضاً في خندق واحد ومصلحتنا واحدة، والدليل على ذلك أن الإرهابيين موجودون على الأرض السورية وبدعم أمريكي تركي صهيوني واضح، وسورية منصة متقدمة للصين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والصين تسجل انتصارات كبيرة على أمريكا وعملائها وتابعيها سواء في حربها التجارية خلال سنتي /2020/ و/2021/، والاقتصاد الصيني ومع جائحة “كورونا” نما سنة /2020/ وزاد الناتج المحلي بنسبة /2،3%/ بينما انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة /3،5%/، ورغم كل هذه الحقائق فإن الكثير من المحللين الاقتصاديين الغربيين وبعضهم بين ظهرانينا أيضاً يمارسون التضليل الاقتصادي التحليلي، وكمثال على ذلك أنهم يستخدمون مؤشر متوسط دخل الفرد من الناتج الإجمالي كمعيار للمقارنة، حيث إنه في الصين بحدود /11/ ألف دولار بينما في أمريكا بحدود /63/ ألف دولار، لكن هنا نسأل بل نتساءل: كيف سيكون هذا المؤشر فيما لو كان عدد سكان أمريكا يعادل عدد سكان الصين؟ وكل الحقائق السابقة توضح لنا لماذا جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن قارة آسيا هي الأولوية له في سياسته الخارجية، ومن هنا سارع للالتقاء مع قادة اليابان والهند وأستراليا وتأليبهم ضد الصين وروسيا، وشدد من العقوبات على المسؤولين وبعض الكيانات الصينية والروسية، لكن الصين وروسيا ردتا بعقوبات مماثلة، نعم نسمع قرع طبول الحرب من الصين وروسيا إلى سورية إلى أمريكا ..
فهل نسرع الخطا نحو الشرق؟!.