معجم العبارات الاصطلاحية ثلاثي اللغات يسد فجوة واسعة بالمعجمية العربية

اللغة العربية لغة حية تولد كل يوم كلمات جديدة لم يعرفها قديمها أو تسبغ على كلماتها القديمة دلالات جديدة أو تبتكر عبارات محدثة تركيباً ودلالة ما يكسبها صفة الغنى والمعاصرة.

ويأتي معجم العبارات الاصطلاحية في اللغة العربية المعاصرة ثلاثي اللغات الصادر حديثاً بمحتوى غني واسع متجاوزاً ما سبقه متضمناً عبارات اصطلاحية عربية مما انتشر في لغة الإعلام المعاصر من متلازمات لفظية في اللغة التراثية أو المعاصرة والأمثال القديمة والعبارات الشعبية المتداولة بمعناها المجازي وما يقابلها باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

ورغم أن الكتاب معجم ثلاثي اللغات عربي.. إنكليزي .. فرنسي فإن مداخله عربية ومزود بمسردين إنكليزي وفرنسي لمساعدة الباحثين أو المترجمين في الوصول إلى طلبتهم متضمناً نحو 4434 عبارة اصطلاحية.

أغراض هذا المعجم الذي يقع في 728 صفحة من القطع الكبير جاءت لمساعدة الباحثين أو المترجمين في الوصول إلى هدفهم في إطار الجهود التي تبذل لتنمية العربية وإغنائها وتطويرها لتصبح لغة معاصرة تواكب اللغات المتقدمة دلالة ومعجمية.

ويوضح المعجم الذي هو من مطبوعات مجمع اللغة العربية في دمشق والهيئة العامة السورية للكتاب التطور الدلالي لمفردات العبارات الاصطلاحية ويحدد بدقة السياق الذي ترد فيه ليساعد القارئ العربي في الوصول إلى فهم دقيق لتلك العبارات بما يسهل استعمالها دون أن يشوب دلالاتها أي تحوير ليكون خير معين للمترجم في سعيه الحثيث لإيجاد المكافئات الإنكليزية والفرنسية لها والعبارات المسكوكة الدقيقة في حقول معرفية شتى.

وتظهر أهمية الكتاب في سد فجوة واسعة بالمعجمية العربية إذ أن هذا النوع من المعاجم المتخصصة مما تفتقر إليه لغة الضاد إضافة إلى الاسهام في تأريخ العربية باعتبار المعجم صورة لواقع اللغة في عصره ومرآة لثقافته السائدة والتواصل الثقافي مع الحضارات المعاصرة ولغاتها وصولا إلى الإسهام في وضع معجم عربي تأريخي.

واعتمد الكتاب مبادئ وخطوات في إنجازه وهي جمع العبارات الاصطلاحية وتوزيعها على 28 باباً هي أحرف الهجاء العربية بدءاً من الهمزة انتهاء بالياء إضافة إلى التمثيل للعبارة الاصطلاحية بعبارة سياقية تساعد في التوجيه إلى المعنى وارفاقها بمقابلاتها الإنجليزية والفرنسية وذكر المعنى المعجمي لكلمتي العبارة الاصطلاحية أو كلماتها.

معجم العبارات الاصطلاحية في اللغة العربية المعاصرة الذي وضعه ثلاثة أساتذة مجمعيين وهم الدكاترة ممدوح خسارة ولبانة مشوح ومروان المحاسني جاء مرجعاً لغوياً يرصد مسكوكات شاعت في لغتنا العصرية المحمولة على إعلام مفتوح المختزنة للوافد من الأفكار والمفاهيم في شتى الحقول والمجالات.