عادت من جديد لتطفوا على السطح تأثيرات سطو النظام التركي على مياه نهر الفرات عبر حجز معظم كمية المياه التي من المفترض جريانها في النهر داخل الأراضي السورية على القطاع الزراعي في محافظة دير الزور تاركةً مفرزات سلبيّة على الموسم الزراعي الحالي وسط مخاوف من استمرار ذلك والمحافظة على أعتاب بدء زراعة المحصول الشتوي.
التأثيرات طاولت الجمعيات الفلاحيّة في ريف دير الزور حسبما أفاد رئيس مكتب الفلاحين الفرعي جدعان الصالح « تشرين»، الأمر الذي يتطلب المبادرة لإيصال أنابيب استجرار مياه الري التي باتت مُنخفضة بشكل كبير، لافتاً إلى تأثير ذلك على زراعات لا تزال تُروى، وأشار الصالح إلى أن هذا الانخفاض يتكرر منذ أعوام بفعل سياسات رأس النظام التركي « أردوغان» والذي يهدف من خلالها إلى ممارسة ضغوط على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سورية بحرب مياه لا تقل خطراً عن تدخلاته العدوانيّة ودعمه للإرهاب منذ سنوات، الأضرار أيضاً طالت قطاعات الري الحكوميّة ومنها قطاع ( الري الثالث ) والذي بدأ عمله منذ عام ليزيد من مساحات الأراضي الزراعيّة التي دخلت الاستثمار وهو يُغذي مساحات تتجاوز 10 آلاف هكتار.
من جانبه، مدير فرع التشغيل والصيانة بحوض الفرات المهندس أحمد هيثم أكد أن انخفاض منسوب النهر أدى لتوقف عمليات الضخ في القطاع الثالث لُتبادر على إثرها ورشات الفرع العاملة إلى تعزيل قناة توريد المياه والبالغ طولها قرابة 950 متراً، لتأمين تدفقها إلى محركات الضخ في القطاع المذكور .
هيثم بيّن لـ«تشرين » أن واقع منسوب المياه انخفض إلى حدود 40 سم عن الحد الأدنى، إذ إن الحد الطبيعي للتشغيل هو 191,90 ، فيما انحسار النهر جعل الكميات تنخفض لمستوى 191,50 .
مدير الموارد المائية محمد الرجب أشار إلى أن ورشات المديرية آزرت التشغيل والصيانة، إذ جرى سد القناة من نقطة اتصالها بالنهر، وقمنا بتشغيل المحركات لسحب المياه من القناة بهدف تعزيلها وتجريفها بشكل كامل مع متابعة أعمال تجريف الطمي من أرضية القناة وستعود الأمور لطبيعتها وتشغيل محركات القطاع البالغ عددها 5 محركات.
يشار إلى أنه على مدى عامين واجه القطاع الزراعي مشكلة انحسار منسوب مياه نهر الفرات، وهي للمرة الثانية خلال هذا العام إذ وصل تدفق مياه النهر إلى 225 م3 / ثا ، فيما الدفق الطبيعي يجب أن يصل إلى 500 م3 .
قد يعجبك ايضا