ماذا بعد قمة الدول العشرين «G20» وتشاؤم غوتيريش؟
عقدت مجموعة العشرين «G20» قمتها السادسة عشرة في إيطاليا وتحديداً في عاصمتها ( روما) بتاريخ 30 و31/10/2021 والعالم يعيش على صفيح ساخن من جراء الصراعات الدولية على المستويين الاقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي، والتقى قادة المجموعة التي تضمّ /19/ دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وأعضاء المجموعة هم: (الولايات المتحدة الأمريكية – الصين – روسيا – الهند – ألمانيا – فرنسا – بريطانيا – إيطاليا – اليابان – كندا – أستراليا – البرازيل- الأرجنتين – المكسيك – كوريا الجنوبية – تركيا – جنوب إفريقيا -إندونيسيا-السعودية إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي)، والمجموعة تنتج أكثر من /80%/ من الإنتاج العالمي وأكثر من /85%/ من التجارة العالمية هي المصدر الأساسي لزيادة معدل النمو الاقتصادي، وتأتي أهمية القمة من أنه لأول مرة منذ سنتين يجتمع أعضاؤها وجهاً لوجه بسبب خلافاتهم الكبيرة والتهديدات الأمريكية المستمرة للمجموعة ولاسيما في موضوع اتفاقية المناخ وتقاذف التهم بخصوص “كورونا” أيضاً، كما تأتي أهميتها من أنها تعقد مباشرة قبل قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في اسكتلندا (غلاسكو) ودول المجموعة تسيء لمناخ الأرض بحدود /90%/ من الانبعاثات الكربونية، ما سبب قلقاً كبيراً من المخاطر الكثيرة من تداعيات التغير المناخي ونتائجه السلبية على المجتمع العالمي بأكمله، ولم ترقَ نتائج اجتماع قمة العشرين إلى المستوى المطلوب بدليل أن الأمين العام للأمم المتحدة السيد (أنطونيو غوتيريش) صرح بعد أن غادر روما متوجهاً إلى اسكتلندا لحضور قمة المناخ وقال:
«إنه رحب بالتزام مجموعة العشرين المتجدد بإيجاد حلول على الصعيد العالمي، لكنه غادر روما بآمال محبطة حتى لو لم تدفن بعد»، وعقدت قمة العشرين لمدة يومين تمت فيهما مناقشة عدد كبير من القضايا من أهمها (تراجع الاقتصاد العالمي بسبب وباء كورونا وتحسين وتفعيل عمل منظمة الصحة العالمية، وتحسين وضع المناخ العالمي والبيئة، ودفع عجلة الاقتصاد العالمي واستعادة معدلات النمو الاقتصادية السابقة، وتقوية عامل الثقة بين الدول وتحقيق المساواة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز الدور المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) ومكافحة التهديدات المتزايدة للأمن في البيئة الرقمية، وتدقيق التدفق الحر للبيانات عبر الحدود وحمايته ولاسيما البيانات الشخصية والأمن الشخصي والحقوق الفكرية على أن يتم التقارب في الممارسات التنظيمية لمختلف دول العالم، ووضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض عند /1،5%/ درجة مئوية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتقليل الاعتماد على الفحم الحجري وعدم تمويل محطات الطاقة المعتمدة على الفحم والاستعداد للوصول إلى هدف معتمد وهو أن يكون صافي انبعاثات كربونية صفرية سنة /2050/، ومكافحة الفساد وتعزيز دور المجتمع المدني والحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب، وتقليل معدل الفقر… الخ)، ونضيف تشاؤمنا إلى تشاؤم الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش مما ورد في البيان الختامي لقمة العشرين، خاصة أن هذه الأهداف وردت تقريباً في كل القمم السابقة الخمس عشرة، ونعتقد أن تشاؤم السيد غوتيريش هو أنه سمع وعوداً مكررة ولم ينفذ منها إلّا القليل جداً، حتى إن الكثير من المراقبين اعتبروا أن قيمة البيان الختامي لا تعادل قيمة الحبر الذي كتب به، والسنوات القادمة ستؤكد هذا وإن كنا نرجو أن نكون مخطئين في التقدير، فقد علمتنا الأيام أن مثل هذه الاجتماعات هي بازار للتصريحات أكثر من الإجراءات بسبب العنجهية الأطلسية، فهل ستختلف هذه القمة عن القمم الخمس عشرة التي سبقتها؟ نرجو.. لكن لا نتوقع ذلك.