زحمة شائعات ..!
الواضح أن حرب الشائعات استؤنفت ضد مؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية وحتى الخدمية؛ في وقت كنّا نعتقد أن هذه الحرب التضليلية إلى انحسار، وأن أعداء الشعب السوري كلّوا وملّوا من محاولاتهم العدوانية السابقة نظراً للفشل الذريع الذي أصابهم في مقتل.
لا داعي لذكر عدد الشائعات المدسوسة، ولا الجهات العامة أو الخاصة المستهدفة بها؛ لكون العدو يبدّل جلده النتن ونوع سمومه في كل مرة يريد استهدافنا باعتداءاته.. ما يعنينا كيفية مواجهة هذه الشائعات.. ليس بعد بثها؛ بل قبله، ووأدها في مهدها والأفضل إزالة جميع المؤهلات والمسببات لاحتمالات وجودها.
من خلال محاولات نشر الشائعات سابقاً نستخلص الكثير من العبر التي تجعلنا في وضع نعرف فيه همجية عدونا، وندرك نقاط الضعف التي يعانيها المجتمع والاقتصاد والخدمات والمعنيون و الوسائل التي يستغلها هذا العدو لفبركة الشائعات وتمريرها وفق المتاح من تلك الثغرات بهدف زعزعة ثقة المواطن بمؤسساته، وإيجاد خلافات بين المؤسسات لإضعاف أدائها، وتشويه سمعة منتجاتها محلياً وعالمياً، وإظهار التناقض بين الشخصيات المجتمعية والفنية؛ كنوع من أنواع المكايدات وغيرة “أهل الكار” .. وغيرها من الشائعات التي أصبحت اليوم أكثر خطورة على المجتمع بأسره من أي وقت مضى لاعتبارات تتعلق بالإمكانات الفردية والمؤسساتية المتواضعة لدحضها من جهة، ومن جهة أخرى لكون بعض الشائعات التي نشرت سابقاً تأكدت – بعد نفيها فوراً من قبل الجهة المستهدفة بها- وأصبحت واقعاً بعد تضمين الكثير من مفرداتها بقرارات رسمية ما أعطى لمصدّر الشائعة جزءاً من الوثوقية والمصداقية خاصة لدى متابعي صفحات التواصل الاجتماعي وقنواته المشرّعة خصيصاً لتلقف هذا النوع من التضليل العام.
لإعداد خطة شاملة لمواجهة الشائعات علينا أولاً أن نعرف طرق صناعة الشائعات، وثانياً تحديد المحاور التي يجب التحرك عبرها للتصدي لها، وأهم محور نبدأ به في هذا المجال هو حصار الشائعة وملاحقة مطلقها لخنقها مبكراً، مع استمرار التوعية بخطر الشائعات، والأهم؛ يجب على المسؤولين كشف الحقائق سريعاً وإتاحة المعلومات بشكل متواصل وسريع وفي الوقت المناسب أمام الرأي العام، مع تنويع مصادرها كي لا يقع المواطن فخاً لمروجي الشائعات، ما يعزز المصداقية للإعلام و المسؤول، ويجعل الطريق عثرة أمام مرور أو انتشار الشائعات لاحقاً.