«كورونا» والشباب ..!

آخر ما حرره الطب أن فيروس «كورونا» بنسخته الأخطر حتى اليوم «دلتا» يصيب الشباب فوق الـ16 سنة, ويقتلهم نظراً لشدة فتكه بأعضاء جسد المصاب التي استمدها من الاستنساخ والتحور.
هذا كلام أطباء؛ وليس تنجيم قارئة فنجان أو ثرثرة جيران أو أحاديث متزاحمين على الأفران ومحطات الوقود ومنافذ بيع المؤسسة السورية للتجارة، لذلك من واجبنا جميعاً وليس الشباب فقط أن نحتاط ونتقي شرّ هذا المرض اللعين حتى يخرج من فضائنا إلى قمقمه غير مأسوف على شبابه ولا طفولته إن كان مرّ ببراءتها أصلاً.
لن نكرر سرد الإجراءات الاحترازية الواجب الالتزام بها للتخلص من هذا الوباء العالمي، لكن من واجبنا التذكير بأهمية تطبيقها خاصة في أماكن الازدحام آنفة الذكر، ولو بأدنى الحدود؛ عبر ارتداء الكمامة لحين الخروج من بين الطوابير، وبالاستغناء عن «بريستيج» التقبيل على الطالعة والنازلة، وكأن «الأخ جاي من سويسرا»، علماً أن المتقابلين حالاً بعد عشر دقائق يختلفون على وجهة نظر بمسلسل هابط أو انتقاد صورة فنانة نشرتها للتو على صفحتها «الفيسبوكية», وربما يتطور الاختلاف إلى خلاف, و«يبلكو» حسابات بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمتد القطيعة حتى لحظة وضع جثمان أحدهما في القبر.
إذاً؛ المحبة ليست بالقبلات ورؤية شفاه بعضنا الطبيعية أو الملونة، بل ببقاء تاج الصحة والعافية متربعاً على رؤوسنا جميعاً، عبر تغير الحال من الخوف من الإصابة بـ«كورونا» إلى الطمأنينة والأمان التي سوف نصل إليها بوعينا والتزامنا بشروط الوقاية الصحية وصولاً إلى إعلان سورية خالية من هذا الفيروس، ولا بأس حينها من العودة إلى ممارسة عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية الأصيلة التي نفاخر بها العالم، وتميز مجتمعنا عن جميع المجتمعات العربية والأجنبية بصدقها وحميميتها وعفويتها، كما كانت سائدة قبل دخول فيروس «كورونا» أرض البلاد محمولاً بين أنفاس القادمين.
نعلم أن الكثير من الشباب يرون في عدم وضع الكمامة على الوجه رجولة وقوة شخصية ومحاولة لانتزاع الاعتراف من زملائهم بأن مناعتهم كافية لعدم الإصابة بهذا الفيروس أو لتجنب موقف أو انتقاد محرج قد يتعرض له شاب من زملائه في العمل أو الدراسة ولهذا يكابر في الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي لجائحة «كورونا».. إلا أن للطب رأياً آخر حين يقول: «درهم وقاية خير من قنطار علاج» مع إنه في حالة الإصابة بـ«كورونا» لن ينفع أحياناً «قنطار علاج»، وإن نفع البعض لا يفيد آخر قد يكون ذلك المصاب بالفيروس أحد أفراد العائلة كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت، وربما جميعهم لأنه باستهتارك أنت نقلت لهم العدوى وفي هذه الحالة لن تفيد المكابرة ولا قوة الشخصية ولا الرجولة التي في غير محلها بشيء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار