دراسة جديدة.. تكشف تصاعد جرائم الشرطة الأمريكية بحق المدنين
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة واشنطن أن الشرطة الأمريكية صعدت جرائمها بحق المدنيين ولاسيما أولئك المتحدرين من أصول إفريقية وأصحاب البشرة السمراء مؤكدة أن الشرطة قتلت عشرات آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة على مدار العقود الأربعة الماضية وأن الكثير من هذه الجرائم لم تسجل أو تمت التغطية عليها رسمياً.
الدراسة التي نشرها موقع «وورلد سوشاليست» أشارت إلى عنف الشرطة الأمريكية المتجذر تاريخياً وتفاقم جرائمها على نحو كبير خلال الأربعين عاماً الماضية لافتة إلى أن رجال الشرطة قتلوا نحو 40 ألف مدني منذ عام 1980 وان هذا الرقم قد يكون أكبر بكثير مع الفشل المقصود أحياناً في تصنيف جرائم القتل وربطها بعنف الشرطة أو التغطية عليها بشكل متعمد.
وعلاوة على ذلك اكتشف القائمون على الدراسة أن 55 بالمئة من المواجهات التي انتهت بسقوط قتلى من المدنيين على يد الشرطة في الولايات المتحدة بين عامي 1980 و2018 لم تسجل رسمياً وتمثل هذه الحوادث التي تم إخفاؤها عن الرأي العام أكثر من 17 ألف جريمة قتل ارتكبها رجال الشرطة.
هذه الأرقام تدل بشكل واضح وفقاً لموقع وورلد سوشاليست على حجم مشكلة عنف الشرطة الأمريكية وجرائمها لكنها لا تكشف العدد الحقيقي لضحايا هذه الجرائم أو تداعياتها الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر وخطير على المجتمعات الفقيرة التي غالباً ما تكون من المتحدرين من أصول إفريقية أو لاتينية ما يسلط الضوء بشكل أكبر على ظاهرة التمييز العنصري المتأصلة في المجتمع الأمريكي.
عنف الشرطة الأمريكية بدا بأوضح أشكاله في السنوات القليلة الماضية مع تزايد الجرائم بحق أصحاب البشرة السمراء بمن فيهم جورج فلويد الذي لفظ أنفاسه في أيار عام 2020 تحت قدم شرطي ضغط على رقبته لمدة تسع دقائق متجاهلاً توسلاته بالتوقف عن ذلك.
جريمة قتل فلويد اشعلت فتيل احتجاجات شعبية في أنحاء أمريكا للمطالبة بانتهاء التمييز العنصري وعنف الشرطة لكن تبعتها جرائم قتل كثيرة مماثلة بحق متحدرين من أصول إفريقية على يد رجال الشرطة بما فيها جريمة قتل الشاب داونت رايت الذي قتل عند إحدى إشارات المرور هذا العام والشابة بريونا تايلور التي كانت تعمل كفنية في الطوارئ الطبية وقتلت داخل منزلها برصاص الشرطة.
ورغم الوعود التي أطلقها السياسيون الأمريكيون بمن فيهم الرئيس جو بايدن بوضع حد لعنف الشرطة وإعادة هيكلتها إلا أن الجرائم المبنية على أساس التمييز والكراهية بحق الأمريكيين أصحاب البشرة السمراء ما زالت مستمرة.