كيسان.. قرية فلسطينية محاصرة بالمستوطنات وأهلها متشبثون بأرضهم

كيسان قرية فلسطينية تبعد نحو 20 كم شرق مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عامين تجريف مساحات واسعة من أراضيها لتوسيع مستوطنات مقامة في المنطقة في محاولة لتهويدها.

القرية تقع في منطقة استراتيجية وتربط بين عدد من القرى الفلسطينية وتطوقها المستوطنات الإسرائيلية من ثلاث جهات حيث أقام الاحتلال مستوطنة على أراضيها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وأتبعها بمستوطنة ثانية في عام 2000 وبثالثة في عام 2014 ما يجعل أهالي القرية الذين يمنعهم الاحتلال من إنشاء أي بناء محاصرين بالمستوطنات.

القرية التي تعد البوابة الرئيسة لمدينة بيت لحم يحاول الاحتلال عزلها عن محيطها الفلسطيني وربطها بمستوطنة مقامة على أراضي قرية المنية غربها ورغم ذلك يواصل أهلها بثبات التمسك بأرضهم والتصدي لقوات الاحتلال ومستوطنيه لإحباط كل المحاولات التي تستهدف تهويدها وانتزاعهم من جذورهم وأحدث هذه المحاولات إعلان الاحتلال مخططا للاستيلاء على 48 ألفا و700 دونم من أراضي القرية لتوسيع مستوطنة مقامة عليها ما يهدد بفصلها الكامل عن محيطها الفلسطيني.

وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت المخطط الاستيطاني على أراضي قرية كيسان مؤكدة أن سلطات الكيان الإسرائيلي تواصل تكريس احتلالها الأرض الفلسطينية عبر تصعيد عمليات الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الأمر الذي يقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة جغرافيا بعاصمتها القدس.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالاضطلاع بمسؤولياتهما وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه.

وفي تصريح لمراسل «سانا» يروي المزارع محمود صبح صاحب أرض استولى عليها الاحتلال في القرية تفاصيل المعركة اليومية التي يخوضونها ضد الاحتلال ومستوطنيه قائلاً: اقتلعوا 320 شجرة زيتون من أرضي في قرية كيسان والتي تبلغ مساحتها 40 دونما وينفذ المستوطنون اعتداءات يومية علينا كما استولوا على تلة جبلية محاذية لمزرعتي لتوسيع مستوطنة محاذية لأراضينا وأقدموا على تجريف واقتلاع عشرة دونمات بالكامل مزروعة بأشجار الزيتون وشقوا فيها طريقا استيطانيا ضمن المخطط التهويدي الذي يستهدف المنطقة.

وأشار صبح إلى أن كل المزارعين في قرى كيسان والرشايدة في بيت لحم وسعير والشيوخ في الخليل يتعرضون لإطلاق نار وضرب ومطاردة واعتقال من قبل الاحتلال وعصابات المستوطنين.. وعلى الرغم من رحلة الموت التي يمرون بها للوصول إلى أراضيهم يواصلون صمودهم وزراعة أرضهم مضيفا: هم يقتلعون أشجار الزيتون والمزروعات ونحن نعيد زراعتها ولن نرحل عنها حتى الشهادة لأننا أصحاب الأرض التي تهون أرواحنا دونها أما الاحتلال فهو إلى زوال مهما طال الزمن.

مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أشار إلى أن الاحتلال يهدف من هذا المخطط الاستيطاني إلى الاستيلاء على نحو 49 ألف دونم من أراضي قرية كيسان البالغة مساحتها 134 ألف دونم لفصل القرية عن مدينة بيت لحم، مبيناً أن الأراضي التي استولى الاحتلال عليها تعد من أخصب المناطق الزراعية في بيت لحم وتمثل مصدراً اقتصادياً لمئات المزارعين الفلسطينيين.

ولفت بريجية إلى أن المستوطنين شرعوا بشق طرق استيطانية في عمق هذه الأراضي لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في تلك المنطقة مبينا أن الاحتلال بدأ بالفعل في تنفيذ هذا المخطط من خلال منع المزارعين من دخول أراضيهم وتجريف تلك الأراضي وإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب من أرضه.

وكشف بريجية عن سلسلة خطوات لمقاومة المخطط الاستعماري الجديد على غرار ما حصل في قرية بيتا بنابلس وكفر قدوم في قلقيلية والخان الأحمر في القدس مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتنفيذ هذا المخطط الاستيطاني الاستعماري.

من جانبه قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا: إن المخطط الاستعماري في كيسان ببيت لحم هو جزء من عملية الضم الاستعماري التي ينفذها الاحتلال لفصل المدن الفلسطينية عن بعضها وإقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية، لافتاً إلى أن المنطقة التي يستهدفها المخطط الجديد تعد من أجمل المناطق الطبيعية في الضفة وأغناها بالموارد ولا سيما الثروة الزراعية والحيوانية.

وأوضح الخواجا أن الاحتلال أقام في مدينة بيت لحم 27 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية ويتم توسيعها بشكل مستمر حيث استولى الاحتلال على أكثر من 40 بالمئة من أراضي بيت لحم لتوسيع المستوطنات.

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن المقاومة والصمود والثبات هي نهج الشعب الفلسطيني لمواجهة المخططات الاستيطانية التي تعد جريمة حرب، مبيناً أن المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا تجاه جرائم الاحتلال ولهذا فالطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني هو الاستمرار في المقاومة والصمود مستندا الى نموذج مقاومة اسطورية سطرها أهالي نابلس وقلقيلية في مواجهة التغول الاستيطاني وعمليات التهويد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار