أدنى من الفساد
لفت نظري أمس خلال زيارة معرض العائلة الذي أقامه مجلس مدينة جرمانا بمتابعة من محافظة ريف دمشق لدعم الأسر الفقيرة بشراء مستلزمات العائلة من القرطاسية و”المونة” بشكل عام ، بأن رئيس مجلس المدينة عمر سعد وبعض عناصر المجلس يتحققون من شراء بعض المواد التي تستجر بشكل كبير من قبل الأشخاص نفسهم بما فيها عبوات المياه ، وبعد التحري تبين بأن من يقوم بشراء هذه المواد هم بعض أصحاب المحال التجارية من خارج السوق حيث يستغلون انخفاض أسعارها الذي وصل الى حدود 60% عن الأسواق الخارجية بدعم من المجتمع المحلي والفعاليات الاقتصادية ليجنوا من وراء ذلك أرباحاً مضاعفة ؟!!!!
طبعاً أكثرت من إشارات التعجب لأنني تفاجأت بحجم الفساد والخسة من قبل هؤلاء.. فهذه الحالات هي أدنى من الفساد بكثير … تجار يستغلون هبات المواطنين وأصحاب الأيادي البيضاء التي تقدم للفقراء والمحتاجين كي يجنوا من وراء ذلك أرباحاً مضاعفة وكان الأجدر بهم أن يشاركوا بهذا الدعم أو أن يخفّضوا أسعارهم دعماً لهؤلاء .
هذه الحالات اضطرت مجلس المدينة أن يستعين ببعض العناصر من الدفاع الوطني ليراقبوا حالات البيع على أن تذهب هذه المستلزمات المدعومة من المواطنين والفعاليات التجارية لأصحابها الفعليين، وهذا ما لفت نظري إلى شريحة المواطنين الذين يشترون هذه الأغراض المدعومة بشكل كبير (على سبيل المثال دفتر كتابي سعره 2000 ليرة كان يباع بـ 700 ليرة) و الكثير من المواطنين يحتاجون هذا الدعم فعلاً، ولكن لا يخلو الأمر من بعض المواطنين المليئين وغير المحتاجين حسب بعض الأهالي ، لذلك نأمل من الجميع أن يتركوا المساعدات لأصحابها الحقيقيين.