خارج التغطية ..!
فجأة تعطلت أجهزة قراءة البطاقات الإلكترونية في مخبز الزاهرة الاحتياطي.. ووقف العاملون على منافذ البيع وجهاً لوجه مع عشرات المواطنين المتزاحمين على هذه المنافذ على أمل الحصول على مخصصاتهم من ربطات الخبز.
بعد مضي نصف ساعة والجميع على أعصابهم.. المواطنون: هل سنعود إلى المنزل بـ«خفي حنين»..؟
وعمال المخبز: أجهزة قراءة البطاقة معطلة.. بينما مئات الأرغفة تتراكم على (البسطات) بعد نزولها من خطوط التبريد لتحاكي حالتها العجينية قبل مرورها في بيت النار..
أخيراً صدر الأمر الإداري: ربطتان لكل مواطن.. البعض أخذ حقه لكون يوم الواقعة كان الأربعاء.. وآخرون أخذوا أكثر من حقهم المحدد بربطة واحدة يومياً.. وكثيرون ظلموا لأنهم من عائلات كبيرة العدد ومخصصاتهم بين ثلاث وخمس ربطات يومياً.
المشكلة حدثت أمس في أحد أفران دمشق وربما تتكرر في محافظات أخرى مع تردي الوضع الفني لشبكة الإنترنت المغذية لهذه الأجهزة وبدء دخول هذه الأجهزة في مرحلة الأعطال نظراً لمواصفاتها الفنية ونوعية صناعتها.. لا فرق المهم أن البطاقة الإلكترونية فقدت أهميتها وفاعليتها في تلك اللحظة؛ وعدنا إلى أيام زمان عصر ما قبل «الذكية»، لكنها كانت – البطاقة – السبب في عدم حصول عشرات العائلات على ما يكفيها من أرغفة الخبز وربما نوم أفراد منها بلا عشاء.. ولن نسأل عن مصير بقية الربطات التي لم تبع لمستحقيها.. وهل كان هناك عطل حدث بأجهزة القراءة أو تعطيل لها لأسباب مختلفة؟ .. نترك للجهات المعنية البحث عنها ومعالجة المشكلة من جذورها سواء كانت بشرية أم تقنية!
مقتضيات المصلحة العامة تفرض على المخابز أن تكون لديها أجهزة احتياط لقراءة البطاقات الإلكترونية حرصاً منها على استمرارية عملها «المؤتمت» بالشكل المقرر وفق تعليمات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، خاصة بعد شهور من تطبيق برنامج بيع الخبز وفق البطاقة الإلكترونية، وضبط مخالفات شبه يومية تتعلق بالمتاجرة بالدقيق التمويني والخبز العلفي وصلت أساليبها إلى فتح بعض المخابز ممرات سرية لسرقة أكياس الدقيق التمويني، بالتوازي مع استمرار بيع ربطات الخبز من قبل البائعين المنتشرين في الشوارع والطرقات القريبة من الأفران وبأسعار فاحشة!.